محاولة لفهم هيوارد كارتر

محاولة لفهم هيوارد كارتر!

محاولة لفهم هيوارد كارتر!

 العرب اليوم -

محاولة لفهم هيوارد كارتر

بقلم : دكتور زاهي حواس

مما لا شك فيه أن اسم المستكشف الإنجليزي هيوارد كارتر سيظل خالداً في تاريخ الاكتشافات الأثرية العظيمة بعد أن نجح في الكشف عن كنوز مقبرة الملك توت عنخ أمون في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1922؛ هذا الاكتشاف الذي لا يزال إلى يومنا هذا يعد الأعظم في تاريخ الاكتشافات الأثرية التي حققها الإنسان في مختلف العصور وليس فقط في القرن العشرين. وعلى الرغم مما يمكن أن يتخيله أي إنسان عن حياة المكتشف بعد نجاحه في العثور على المقبرة الملكية الوحيدة السليمة في وادي الملوك التي تعود إلى العصر الذهبي للحضارة المصرية القديمة وهو عصر الأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292) قبل الميلاد؛ فإن الحقيقة على عكس التوقعات تماماً.

لم تكن حياة كارتر بالسهلة المريحة بعد الكشف، بل كانت مليئة بالمشكلات مع الحكومة المصرية التي كانت تحاول حماية كنوز بلدها من أن تُنهب وتستقر في المتحف البريطاني أو في المجموعات الخاصة التي تزين قصور اللوردات الإنجليز! وصلت المشكلات إلى حد المنازعات القضائية، بل ومنع دخول كارتر المقبرة واستكمال عمله في إخراج الكنوز المكدسة داخل المقبرة التي ضاقت بما تحويه. وعلى الرغم من الوصول إلى تسويات قانونية والسماح بعودة كارتر بالعمل داخل المقبرة الذي استمر عشر سنوات لم تكن الأمور هينة وسلسة! ونعرف ذلك من خلال السطور الأخيرة التي وصف فيها كارتر رحلته مع الكشف عن كنوز توت عنخ أمون والتي صاغها في عبارة بليغة قائلاً: «لقد اكتشفت ما دفن مع توت عنخ أمون لكن فهم توت عنخ أمون استعصى علي».

عبارة مليئة بالحسرة والألم، وقد لا يفهم مغزاها الكثيرون، ولكن الحقيقة هي أن كل الذهب الذي صنعت منه كنوز توت عنخ أمون، والأحجار الكريمة التي رصعت بها تلك الكنوز والتي زادت عن 5300 أثر فريد، لم يكن كافياً لهيوارد كارتر لكي يعرف من هو توت عنخ أمون؟ كان كارتر في الحقيقة يمني نفسه بالعثور على كتب من البردي المكتوب، التي تحكي عن حياة الملك توت عنخ أمون، بمعنى آخر كان كارتر يأمل في العثور على دفتر يوميات الملك الذي يبدو أنه لم يكن يهوى تدوين اليوميات!

لقد كان كارتر يبتهل في فتح صندوق من عشرات الصناديق المكدسة بالمقبرة فيجد لفائف البردي المكتوبة تحفظ تاريخ توت عنخ أمون، ولهذا السبب كان العثور على الحلي والمجوهرات داخل تلك الصناديق أمراً جيداً ومهماً، ولكنه لم يكن ما يريده كارتر الذي أصابه الهوس بمن هو توت عنخ أمون؟ ومن هي أمه ومن هو أبوه؟ وما الذي حدث خلال عصره؟ ولماذا دفن داخل هذه المقبرة الضيقة الغريبة الطراز، التي لا تشبه أياً من المقابر الملكية في وادي الملوك؟

أسئلة كثيرة كان كارتر يبحث عن إجاباتها لكنه فشل بعد أن أخرج آخر أثر من المقبرة وأصبحت خاوية تماماً سوى من التابوت الحجري الضخم وبداخله التابوت الخشبي المذهب الكبير الذي احتفظ به كارتر داخل المقبرة لكي يحفظ مومياء الملك توت بداخله، مدعياً أن تلك كانت رغبة الملك توت عنخ أمون، أن يظل جسده داخل المقبرة. لم يعثر ضمن كنوز الملك توت على أي بردية؟ أو حتى «كتاب الموتى»، الذي كان من أهم محتويات الأثاث الجنائزي للملوك والأفراد؟ حدث ما كان كارتر يخشاه بالفعل، وهي أن يكون قد كشف فقط عن الأشياء الجميلة التي دفنت مع الملك توت عنخ أمون، لكن من هو الملك توت؟ فهذا هو ما لم يعرفه كارتر إطلاقاً.

arabstoday

GMT 12:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

صدقوني إنها «الكاريزما»!

GMT 11:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

GMT 11:50 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النار في ثياب ترامب

GMT 11:40 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

.. وفاز ممداني

GMT 11:07 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

التاريخ والجغرافيا والمحتوى

GMT 10:59 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مرة أخرى.. قوة دولية فى غزة !

GMT 10:56 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلم المساواة

GMT 10:24 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عرفان وتقدير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة لفهم هيوارد كارتر محاولة لفهم هيوارد كارتر



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 22:12 1970 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية
 العرب اليوم - مجلس الأمن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير الداخلية

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab