خربشة التنس والسياسة

خربشة... التنس والسياسة

خربشة... التنس والسياسة

 العرب اليوم -

خربشة التنس والسياسة

بقلم:مشاري الذايدي

مرة أخرى: هل يمكن فصل الرياضة عن السياسة؟

في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، أثار قبل أيام، نجم هذه اللعبة، البطل الدولي، الصربي نوفاك دجوكوفيتش الجدل بعدما كتب بقلم على شاشة الكاميرا هذه العبارة: «كوسوفو قلب صربيا. أوقفوا العنف»، وذلك بعد فوزه على المجري مارتون فوسوفيتش في الجولة الثانية.

الكتابة على الكاميرا بالقلم، تعتبر تقليداً متبعاً في هذه البطولة، لكن الجدل استعر بعدما احتجت السلطات الأولمبية في كوسوفو على هذا العمل من «الأيقونة» الصربية القومية، وطلبت من اللجنة الأولمبية الدولية إجراءات تأديبية ضد دجوكوفيتش، متهمة إياه بإثارة التوتر السياسي.

كلنا يعلم عن التوتر القائم اليوم في صربيا وكوسوفو، على خلفية اشتباكات بين ذوي الأصول الألبانية والصربية في كوسوفو، وهذه الأخيرة تمثّل مكانة وجدانية خاصة في الشعور القومي الصربي، وقد أشار لذلك دجوكوفيتش، مذكّراً أن والده وُلد هناك، ومستذكرين نحن معه الأدبيات الصربية حول كوسوفو، التي بها معالم قديمة تخصّ الكنيسة الصربية، وبها وقعت معركة كوسوفو عام 1389 التي تشكّل أسطورة، باعتبارها حدثاً حاسماً في تشكيل الهوية الصربية.

الاتحاد الدولي للتنس قال إن بيان دجوكوفيتش لا ينتهك أي قواعد لأن كُتّاب قواعد «غراند سلام» لا يحظرون التصريحات السياسية. بينما وزيرة الرياضة الفرنسية، إميلي أوديا كاستيرا، ذكرت أن هناك حاجة إلى التزام «مبدأ الحياد في مجال اللعب». لكن الوزيرة الفرنسية تعتبر أن الرسائل الداعمة لأوكرانيا في الرياضة وكل المناشط «لها وضع خاص»، ولا يجوز وضع قضيتي كوسوفو وأوكرانيا «على المستوى نفسه»... هكذا قالت.

يتضمَّن ذلك، كما نبّه تقرير لـ«بي بي سي»، دعم اللاعبة الأوكرانية مارتا كوستيوك التي تعرّضت لصيحات استهجان من الجماهير بعد أن رفضت مصافحة أرينا سابالينكا من بيلاروسيا في بطولة التنس هذه نفسها!

على ذكر كوسوفو وصربيا والرياضة والشعارات، هل تذكرون فعلة نجم المنتخب السويسري، من أصل كوسوفي ألباني، شيردان شاكيري؟ وقتها قام شاكيري وزميله شاكا، بعد فوز منتخبهما على المنتخب الصربي في مونديال روسيا 2018 بهدفين لواحد، بعمل حركة بأيديهما تحاكي شكل النسر، وهو شعار لكوسوفو.

حاول شاكيري حينها التقليل من الشحن بالقول إن فعلته وزميله «تصرّف عاطفي لا سياسي». وقال فلاديمير بتكوفيتش المدير الفني للمنتخب السويسري، معاتباً لاعبه، برفق: «أعتقد بأننا جميعاً بحاجة إلى الانفصال في كرة القدم عن السياسة».

بصرف النظر عن تأييد أو معارضة موقف لاعب التنس الصربي أو لاعب كرة القدم السويسري - الكوسوفي، فإنه لا يمكن وضع معايير انتقائية في هذا الأمر.

حين تبيح القوة الغربية حشر السياسة وإقحامها في كل الميادين الرياضية، إذا كان المستهدف هو روسيا، لدرجة طردها من تصفيات كأس العالم الأخيرة المقامة في قطر، وطردها من جنّة الفيفا واللجنة الأولمبية العالمية، ثم تغضب الوزيرة الفرنسية من «خربشة» لاعب صربي على عدسة الكاميرا... فهذا تناقض فاضح، صعب قبوله.

إما تطبيق المعايير على الجميع في كل الأحوال في شتّى الظروف، أو دعوا الكل «يخربش».

 

arabstoday

GMT 02:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 02:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 02:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 02:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خربشة التنس والسياسة خربشة التنس والسياسة



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب في بيان يجدد النزاع مع روتانا

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 23:32 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

تداعيات انتهاء حرب غزة على لبنان

GMT 00:35 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

تسمم بمادة كحولية يودي بحياة 4 أشخاص في تونس

GMT 10:10 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عدسات لاصقة "ذكية" لكشف أمراض العيون

GMT 06:44 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

موجة حر في المكسيك تحصد العديد من الأرواح

GMT 03:05 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

حريق داخل القصر الجمهوري في الخرطوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab