كلام عربي لا فصاحة فيه

كلام عربي... لا فصاحة فيه!

كلام عربي... لا فصاحة فيه!

 العرب اليوم -

كلام عربي لا فصاحة فيه

بقلم:مشاري الذايدي

إذا لم تشر إلى المعنى بوضوح وتضع على المسميات أسماءها، فما صنعت شيئاً، صرت كـ«المنبتّ» لا قطعت أرضاً ولا أبقيت ظهراً، كما جاء في الأثر الشريف.
الوضوح هو أسلم الطرق نحو الوجهة المطلوبة، أما المجازات والاستعارات والتشبيهات والحلى والطنافس البلاغية، فهي تثير شهية عشاق الكلام وحيل الكلام وسحر الكلمات المتقاطعة.
في القمّة العربية الأخيرة بالجزائر، التي يعتبر فريق من الناس أن مجرّد انعقادها هو نصر عربي قائم بذاته، بعد أن تفرّق العرب أيدي سبأ، شذر مذر، وبقراءة ما، يجوز الاتفاق مع هذا القدر من النصر، لكن في تقديري سجّلت المواقف العربية تراجعاً عن النقطة التي كانت عليها من قبل، بخصوص تسمية خصوم العرب ومدمني العبث بجغرافيا وديموغرافيا العرب.
أعني مباشرة: إيران وتركيا. نعم ذكرت إسرائيل في البيان، بغزارة وفصاحة وصوت جهوري، أمر جيّد، لكن ماذا عن غزوات «الحرس الثوري» الإيراني وتدميره المنهجي للعراق واليمن ولبنان وسوريا؟ ماذا عن العبث التركي الإردوغاني في سوريا والعراق وليبيا؟
تضمّن «إعلان الجزائر» الصادر عن القمّة العربية هذا النص: «رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشكلات العربية، عبر تقوية دور جامعة الدول العربية في الوقاية من الأزمات وحلّها بالطرق السلمية».
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، رداً على سؤال عن عدم تسمية تركيا وإيران في هذا المجال، قال، حسب «الشرق الأوسط»، إن «القمة تناولت التدخلات في محورين؛ حماية الأمن القومي العربي وحماية الأمن المائي العربي، وهناك تأييد وتأكيد على قرارات اتخذت في قمة تونس (الأخيرة) تتناول بالاسم الأطراف المتدخلة في الشؤون العربية».
يعني كلام السيد الأمين العام - ولا يلام في ذلك - سبق لنا، في قمة سالفة، ذكر إيران وتركيا بالاسم، وهذا يكفي، والقياس على ذلك يقتضي أيضاً عدم ذكر إسرائيل بالاسم، لأنه سبق ذكرها في «قمم» سابقة... فهل يستقيم هذا؟!
الحال، أن ثمة ساسة في العراق ولبنان خاصة، لا يخفى على أحد أنهم جزء من المشروع الإيراني، وفي ليبيا بعضهم جزء من المشروع التركي، لذلك يرفضون إدانة مَن يدينون لهم بالولاء والتبعية.
في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أثارت النائبة العراقية حنان الفتلاوي، وهي من الفريق السياسي العراقي الموالي لإيران، اعتراضات على فقرة ضمن مسوّدة بيان للبرلمان العربي تعبّر عن «الدعم الكامل للعراق في مواجهة جميع التدخلات الإقليمية في شؤونه الداخلية، خاصة التدخلات الإيرانية السافرة». وطالبت، علانية برفع اسم إيران، ثم افتخرت لاحقاً بموقفها هذا.
صحيح أن اللغة الصريحة الفصيحة والمواقف الحاسمة الجازمة، قد تخلق توتراً مع وفد ما هنا أو هناك، لكنه ألم نافع مفيد، فهو يكشف عن حقيقة الداء ويضع مقدمة الدواء، غير ذلك... كلام بلا خطام.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام عربي لا فصاحة فيه كلام عربي لا فصاحة فيه



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
 العرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 14:40 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"غوغل" تتطلع للفضاء لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 05:52 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بعد هجوم روسي

GMT 14:34 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة ومشروبات تجنبها مع البيض

GMT 05:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 4 أشخاص في تحطم طائرة بروسيا

GMT 11:54 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تحسم الجدل حول فيديو الاعتداء على مواطن في الحرم المكي

GMT 05:45 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب إقليم بلوشستان دون أنباء عن خسائر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab