العراق في قلب الرياض

العراق في قلب الرياض

العراق في قلب الرياض

 العرب اليوم -

العراق في قلب الرياض

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

بعد تأجيل لزيارته الخارجية الأولى إلى السعودية، الصيف الماضي، بسبب ظروف صحية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حينها، هاهو رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يزور الرياض تلبية لدعوة خادم الحرمين.
الكاظمي حظي باستقبال فخم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مطار الملك خالد، وأطلقت مدفعية الشرف له في المطار، وأحيط استقباله بكل رمزيات الاحتفاء ومعانيه، ومنها رسم العلم العراقي في سماء الرياض من قبل الطائرات السعودية.. وكم كان منظراً بديعاً حين اصطحب الأمير محمد بن سلمان ضيفه العراقي الكبير في قلب التاريخ السعودي... الدرعية القديمة.
أما في «صلب» الأمر، فقد تُوّجت المباحثات السعودية - العراقية، في الرياض، بالتشديد على التعاون الثنائي والتنسيق في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، وبتأسيس صندوق مشترك برأس مال يقدر بــ3 مليارات دولار إسهاماً من السعودية في تعزيز الاستثمار في المجالات الاقتصادية في العراق.
كان لافتاً أيضاً في بيان الزيارة التأكيد على استقرار المنطقة، وحثّ جميع دول الجوار على الالتزام بمبادئ حُسن الجوار، والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. والكلام هنا واضح ولا يحتاج إلى مزيد شرح، فكلنا نعلم من هي الأطراف والدول التي «احترفت» التدخل في الشؤون العراقية الداخلية بكل صفاقة وجرأة واستباحة للسيادة الوطنية.
حسين علاوي، مستشار السيد الكاظمي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» قال إن «أمام العراق فرصة كبيرة للانفتاح على محيطه العربي وفي مقدمته السعودية لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي».
وهو الأمر الذي خصّص نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، تعليقه عليه، فقال بحسابه على «تويتر»، إن بلاده ستظل للعراق سنداً وأخاً وفياً في كل الأوقات.. مهما بلغ حجم الظروف ودقة التحديات.
الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية السعودي، من زاويته شدّد على أن أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن ‏المملكة. وهذا صحيح تماماً، وليس من قبيل الكليشيهات والمجاملات الدبلوماسية، بل الواقع يشهد لحيوية التنسيق الأمني بين السعودية والعراق، في مكافحة «داعش» ولجم خطر الميليشيات على الحدود، ومحاربة التهريب وكل صنوف الجريمة، ونلاحظ هنا أن السيد الكاظمي أتى من خلفية أمنية واعية وطنية.‎‎
الكاظمي قبل وصوله للسعودية غرّد عن الزيارة، ويلفت في تعليقه قوله إن الزيارة هدفها «تكريس قيم البناء والتكامل». وما يعاكس هذه القيم هو قيم: التهديم والتنافر... ومرة أخرى معلوم تماماً من هي الجماعات والدول والميليشيات والتيارات التي تخرّب فكرة الدولة العراقية لصالح الميليشيات المرتهنة للخارج... أكان هذا الخارج هو الشرقي أم الشمالي.
أمام السيد الكاظمي وأمام مشروع الخلاص الوطني العراقي درب مديد، لكنه ليس مستحيلاً. والحلّ الصحّي والصحيح، للعراق، ولأي دولة في العالم، هو الاستثمار في قيم السلام والبناء والصداقة مع الجوار، والتناغم من أصل الهوية.

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق في قلب الرياض العراق في قلب الرياض



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab