مقامات القرار التركي والجواب المصري

مقامات القرار التركي والجواب المصري

مقامات القرار التركي والجواب المصري

 العرب اليوم -

مقامات القرار التركي والجواب المصري

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

لجم السلطات التركية للقنوات الإخوانية المصرية، المعادية لبلادها، التي تبثّ من تركيا، خبرٌ جيّدٌ، لكنَّه ليس جوهر المشكلة بين القاهرة وأنقرة.

تسليط الدعايات السوداء، وبثّ الأراجيف ضد الأمن والاستقرار المصري، من طرف مذيعين «إخوان»، في الأقل، ومطايا لـ«الإخوان»، في الأغلب، كان سلاحاً تركياً إردوغانياً للضغط على الدولة المصرية، من أجل جني مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية... ليس أكثر.

صحيح أن إردوغان والقيادات التركية الحزبية العاملة معها، ينتمون للمعسكر الفكري والسياسي نفسه الذي ينتمي له أمثال محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان الهارب لتركيا، وبقية نشطاء «الإخوان» المصريين هناك، لكن النسب الفكري الجامع غير كافٍ في بازار السياسة، كما أنَّه لا يضع الإخواني المصري أو السوري أو السعودي أو الكويتي أو الليبي، أو اليمني، في درجة مساوية للحزبي التركي الإردوغاني... شتان بين التابع والمتبوع، السيد والمسود، الآخذ والمعطي، فاليد العليا خير من اليد السفلى بكل حال!

العنفوان التركي الأصولي، مشوب بعنجهية قومية جامحة، ومن هنا نفهم التحالف الراسخ بين الحركة القومية التركية، بقيادة دولت بهشتلي، مع إردوغان وحزبه، لأنَّ الإسلام الصحيح والعظيم والباعث على الفخر والمراد تثويره من جديد، لدى العقل الإردوغاني، هو الإسلام «القومي» التاريخي العثماني «الفاتح»، وما العرب وبقية الأقوام إلا «رعايا» في هذا المنظور وتلك المقاربة.

بالمناسبة، تجد لدى اللاجئين من العرب الشيعة، إلى الحضن الإيراني «الإسلامي» تبرّماً، خيفة من القول جهراً، من العنجهية الإيرانية القومية، ضد الشيعة العرب، ونظرة فوقية تورث الهوان لدى الأتباع العرب، من عراقيين ويمنيين وأفغان وباكستانيين، وربما الأقل شعوراً بالهوان هم أتباع {حزب الله} اللبناني، فمبارك لهم هذه الميزة.

بالعودة للخطوة التركية بجعل الإعلام المصري الإخواني، وشبه الإخواني، المقيم لديه «مؤدباً» أو بتعبير الهاربين المصريين هناك يعتمد «تعديل الخطّ التحريري وترشيده»! فهذه الخطوة مجرد «عربون» سياسي للقاهرة.

جلب هؤلاء الشاتمين لبلادهم لتركيا ومحاولة إزعاج مصر بصراخهم، نتيجة لسبب لا سبباً لنتيجة، السبب الفعلي هو الاشتباك التركي المصري في شرق المتوسط، كما في ليبيا، وقبل ذلك في منطقة الشرق الأوسط كاملة، التي وجّه الغازي - والغازي من ألقاب سلاطين بني عثمان بالمناسبة - سراياه لها، من العملاء العرب، نتذكر التسلل التركي للسودان في عهد البشير، وحالياً في القاعدة التركية في الصومال.

بل حتى بعيد الغزل التركي لمصر بإسكات الشاتمين المصريين لديها، نجد أنَّ غزوات تركيا على ليبيا لم تهدأ، فقد أفادت مصادر المرصد السوري من منطقة عفرين، بأن المكّنى بأبي عمشة قائد فصيل السلطان سليمان شاه، يقوم بتجهيز دفعة من مقاتليه لإرسالهم إلى ليبيا.

إردوغان ورجاله منذ أشهر يسعون لتبريد النار مع القاهرة والرياض، لكن الرماد، وإن بات الليل كله، يخفي في جوفه أجنّة الجمر... والفكر والخرافات التاريخية، علّمتنا أنَّها لا تموت، كما عوّدتنا السياسة على المدّ والجزر... دواليك... دواليك.

 

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقامات القرار التركي والجواب المصري مقامات القرار التركي والجواب المصري



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:05 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير
 العرب اليوم - ياسمين صبري تعلّق على افتتاح المتحف المصري الكبير

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab