أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ؟!

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ؟!

 العرب اليوم -

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ

بقلم - مشاري الذايدي

وتمضي الأيام.... طاوية في غياهبها أجمل العقول وأنقى القرائح، لا تميّز بين أرواح شفيفة ونفوس بليدة.

أعلن في السعودية عن وفاة الشاعر - قبل أن يكون الأمير - بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز، عن 75 عاماً، وهو عمر في عُرف عصرنا ليس بالطاعن، لكن سهام المرض ورميات القدر تكالبت عليه في مغرب عمره، فنالت منه أخيراً في مشفاه البعيد.

ولد الفتى الأمير في مِهاد الملك ومعقل القوة السعودية، في الرياض 2 أبريل 1949م، ذلك قبل رحيل جدّه العظيم الملك عبد العزيز بـ4 سنوات.

والده الأمير عبد المحسن كان من المثقفين المتذوقين للأدب من أبناء الملك عبد العزيز، ولربما كان ذلك من أسباب ازدهار بذور الإبداع الكامنة في نفس «الشاعر» بدر.

تقلّب بدر بين الرياض العتيقة، وجدة الباسمة، ومصر المزدهرة ثقافة وفنّاً، وبريطانيا، وأميركا، في شبابه الغضّ في أثناء رحلته لتحصيل العلم واكتشاف الفن، واكتشاف نفسه.

ميزة بدر العظمى، على مستوى التخطيط للحياة، قراره الكبير، بالتفرغ لموهبته والعمل عليها، وأخذها بغاية الجدّ، لذلك لن تجد لبدر مناصب حكومية أو غير حكومية، ما عدا رئاسته لسنوات قليلة جمعية الثقافة والفنون في السبعينات... وربما أشياء عابرة أخرى.

أما الذي خلّد بدراً في عقل الزمان وقلبه، فهو شعره المُغنّى منه والمُلقى والمودع في صفحات الدواوين.

تجربة مختلفة، ورحلة جديدة، ارتاد فيها بدر طرقاً بِكراً، وجرّب نفسه، وحاول تجاوزها في كل مرة تصل فيها لذروة جديدة، ذروة يُظنُّ أن لا ذُرى بعدها!

كلماته ستظل ما ظلَّ للإبداع حياة وللجمال بقاء ولهما عُشّاق لا يتعبون ولا يضجرون من منادمة الجمال وتنفس الإبداع.

أغانٍ مثل: ليلة لو باقي ليلة، أبعتذر، الرسائل، المسافر... وفوق هام السحب، وغير ذلك كثير.

طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، راشد الماجد، كاظم الساهر، أصالة، صابر الرباعي، وغيرهم كثير من الأصوات الباذخة، رسم بدرٌ على لوحات أصواتهم أجمل ما رسمه بالكلمات، وأودع أصواتهم، مكنون خياله الرحب.

للمرأة، للأسرة، للوطن، للذات، للموضوع، للجموح، للسكون، للظمأ، للرِيّ، للمطر للجدب، لليل والنهار والسماء والأرض، للتقاليد وللتجديد... كتب بدر وتردّد في الأفياء.

كتب جُلّ شعره باللهجة السعودية الغنية، بلهجاتها ومفرداتها من محكية أهل «العارض» إلى محكية أهل حاتم الطائي، من قاموس طويق الشامخ، إلى معجم البحر الأحمر الليّن... بل إلى الفصحى العربية المتداولة، كان فارساً فيها، لكنه آثر الكتابة باللهجة السعودية، شرح نهجه ذلك لإيمانه بأنَّ الكتابة بلغة «تملكها وتتمكن منها» حسب رأيه هي الأفضل.

هذا برهانٌ جديد على أنَّ الاغتراف من معين ثقافتك الأصيلة، هو السفينة للوصول إلى كل الناس في كل مكان.

أخيراً، وبالاعتذار من شاعر نجد الكبير، الشيخ المرحوم محمد بن عثيمين، لتحوير طفيف على كلماته، وجدتُ أن أبياته تلك هي التي وردت على خاطري وأنا أقرأ خبر رحيل بدر بن عبد المحسن:

أهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحَفرُ

وَيُفقَدُ العِلمُ لا عَينٌ وَلا أَثَرُ؟!

طَوَتكَ يا (بدرُ) أَيّامٌ طَوت أُمَماً

كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ

إِن كان شَخصُكَ قد واراهُ مُلحِدهُ

(فشِعرُكَ) الجَمُّ في الآفاقِ مُنتَشِرُ

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ أهكَذا «البدرُ» تُخفِي نورَهُ الحُفَرُ



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم
 العرب اليوم - نافبليو جوهرة يونانية تنبض بالجمال والتاريخ والسكون

GMT 22:10 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل
 العرب اليوم - نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل

GMT 04:15 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

المعايير الجديدة

GMT 05:35 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 22 سبتمبر /أيلول 2025

GMT 23:46 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

السعودية تؤكد التزامها بدعم إقامة دولة فلسطين

GMT 04:23 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

ساعة «فلسطين الدولة»

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

جيش الاحتلال يوسع عملياته في عمق غزة

GMT 04:37 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab