كلمة هي مفتاح الفهم اليوم من قرأها

كلمة هي مفتاح الفهم اليوم... من قرأها؟

كلمة هي مفتاح الفهم اليوم... من قرأها؟

 العرب اليوم -

كلمة هي مفتاح الفهم اليوم من قرأها

مشاري الذايدي
بقلم- مشاري الذايدي

من ينظر للصورة عن قرب، سيرى فقط منظر الدمار السوري، ومن ينظر للمشهد اليمني عن قرب شديد، قرب يحجب عنه الصورة الكبيرة، سيرى مثل ذلك، وقل مثله عن الاتفاق السعودي الأوليّ مع إيران، أو عن التقارب مع العراق، نعم لوكنتَ سورياً من المعارضة أو يمنياً جمهورياً وحدوياً، أو كنتَ إيرانياً معارضاً أو كنتَ عراقياً «تشرينياً» أو عروبياً، لن يعجبك كل هذه الأحوال من سياسات «إقفال الثغرات»، كما وصفتها في مقالة سابقة.

للحق، لن ينازعك أحد في صدق مشاعرك، ولا في نبل موقفك، أعني لو تمّ مقاربة الأمر من زاوية أخلاقية بحتة، وهذا ليس عيباً، بل الإنسان في جوهره هو أخلاقه، لكن السياسة الفوّارة بالتحولات والحسابات تجبر صانع القرار على تقديم مقاربات جديدة وتجريب حلول مختلفة، مع الإبقاء اليقظ على الحسّ الأخلاقي.

لعلّ كلمة ولي العهد السعودي وقائد قمّة جدّة العربية الأمير محمد بن سلمان، وبلاده تترأس العمل العربي اليوم، كاشفة في تفسير «روح المرحلة»، حين قال: «نؤكد لدول الجوار، وللأصدقاء في الغرب والشرق، أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحول منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طيّ صفحة الماضي تذكّر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية».

هذه كلمة كاشفة لمن يُحسن القراءة ويُجيد الفحص لما تحمله هذه الكلمات من معانٍ، أزعم أنها واضحة لا تحتاج إلى تأويلات شاطحة.

نعم، يُراد للمنطقة العربية أن تصبح ولّادة للأزمات منتجة للمشكلات على الدوام وللأبد، والحال أنك لو تأملت في الواقع العربي منذ 3 عقود على الأقل لوجدتنا نخرج من مصيبة لنلج في كارثة... وهكذا دواليك.

من يسأل اليوم عن الصومال؟ ذلك البلد العضو في الجامعة العربية، البلد الذي تمتد سواحله البحرية على أهم طرق التجارة العالمية، من أبقى هذا البلد في حفرة الفوضى واللادولة كل هذه السنين... وإلى متى ذلك؟

هل المطلوب «صوملة» العالم العربي كله، وتخليد أسلوب الغرب في «إدارة» الأزمات العربية بطريقة الوفود والمفاوضات اللانهائية وتعيين المبعوثين الدوليين، ورحلات دائمة، من تلك العاصمة العربية المنكوبة وإليها. وجعجعة دائمة بلا طحين مفيد؟!

نعم، لو كان الأمر بالأمنيات الشخصية لتمنيّت أن تكون سوريا منسجمة سالمة مسالمة نامية، بلا نواعير الدماء التي أسيلت في هذا البلد... ولكن ليست الدنيا بالأماني.

لو كانت كذلك لتمنّيت اليوم قبل غد هزيمة الحوثي وشطبه من الفعل السياسي اليمني، فهو أداة ابتزاز وإرهاب إيراني ضدّنا... ولتمنّيت أن يُحكم اليمن بطريقة سلمية تنموية ونفَس عربي حقيقي، لكن ليست الدنيا بالأماني.

السياسة المسؤولة هي التي تبحث عن المصلحة العليا لشعوبها، وتتعالى على الجراح، حتى لو كانت مؤذية، وربما بعضها لا يزال.

أرجو إعادة قراءة الفقرة الواردة أعلاه من كلمة الأمير محمد بن سلمان، فهي «مفتاح» فهم كل المشهد الحالي... والمقبل.

arabstoday

GMT 02:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 02:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 02:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 02:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة هي مفتاح الفهم اليوم من قرأها كلمة هي مفتاح الفهم اليوم من قرأها



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:19 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

وفاة ملاكم بريطاني في أول نزال احترافي

GMT 03:32 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مقتل أول موظف دولي للأمم المتحدة في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab