نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء

نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء

نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء

 العرب اليوم -

نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء

بقلم: حمد الماجد

لم يرُق له انفتاح مركز التراث الإسلامي البريطاني في مدينة مانشستر، الذي أتشرف بعضوية مجلس أمنائه، على كل شرائح المجتمع البريطاني الدينية والمذهبية والاجتماعية والتربوية والفكرية، وحتى المجموعات التي لا تدين بدين ولا تتعبد بمذهب، ولم يعجبه أن رؤية المركز تقوم على هذا الانفتاح، قلت له: لنا مع كل هؤلاء الأصناف من الملل والنحل والمذاهب ومن لا يتمذهب مشتركاتٌ يمكن العمل عليها، ولا يمس هذا التواصل والتعاون شعرة من نسيج ديننا.
أنا أعرف أن كثيراً ممن يقرأ مقدمة المقال عن هذه اللقاءات التعايشية سيقول: وما ثمرة ترتيب مثل هذه اللقاءات والحوارات والانفتاحات؟ وما جدوى تنظيم المؤتمرات التعايشية، والعالم ينزف من الصراعات الدينية والنزاعات الطائفية؟ وما بالنا نعايش تناسباً طردياً في هذا الشأن، فعدد المراكز التي تُعنى بالتواصل مع الآخر في ازدياد، والمؤتمرات التعايشية في صعود، وفي المقابل تتصاعد العمليات الإرهابية التي تتدثر زوراً بتعليمات الدين والنصوص المقدسة؟ وهذه تساؤلات مهمة ومفهومة، منشؤها في بعض الأحيان عدم الإدراك الحقيقي لأهداف هذه المراكز الحوارية والمؤتمرات التعايشية وعملها. نعم هذه المؤتمرات والمراكز الحوارية التي تنظمها لا تملك عصا سحرية لحل النزاعات الدينية والعرقية والطائفية، ولكنها في الوقت ذاته ضرورة ملحة لنشر الوعي بأهمية الحوار كقوة ناعمة تعين على حل هذه النزاعات الدينية من جذورها، كما يفعل الآن مركز التراث الإسلامي البريطاني في مجتمعه البريطاني وتفعله عدد من المؤسسات المماثلة، حيث استطاع مركز التراث في السنوات الماضية تجسير العلاقة مع شرائح المجتمع البريطاني التربوية والدينية والأمنية والعسكرية، وتم تأهيل كوادر مسلمة قادرة على كسر الحواجز والأوهام التي تراكمت منذ قرون، وعززها الجهل بالآخر، كما صحح مفاهيم عن الإسلام وصلت للآخرين مشوهة.
في عدد من الدول الإسلامية حتى بين طلبة العلم والمثقفين، هناك من يستنكف عن اللقاء بأتباع الديانات الأخرى، إما لعدم قناعته، أو لخوفه من نظرة الرأي العام الذي لا يفهم غايات الحوار والتواصل مع الآخر، ولا يفهم ضرورة التعايش مع المختلف مهما كانت درجة اختلافه.
ولهذا دعم مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات في مقره الجديد في مدينة برشلونة البرتغالية، المؤسسات التعليمية الإسلامية والمسيحية التي تدرب وتعلم القيادات الدينية مستقبلاً بهدف إدخال الحوار بين أتباع الأديان في مناهجهم التعليمية؛ وأطلق المركز أول شبكة للمعاهد والكليات الدينية الإسلامية والمسيحية في العالم العربي. وستضع هذه الشبكة منهجاً مشتركاً بشأن التدريب على الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المؤسسات الدينية في العالم العربي.
إن النشاطات الحوارية واللقاءات التعايشية أمست ضرورة، فهي أحد مراكز إطفاء نيران الصراعات الدينية والنزاعات الطائفية، ولا يزال عالمنا بحاجة للمزيد والمزيد منها.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء



النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

أبوظبي - العرب اليوم

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت
 العرب اليوم - تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي
 العرب اليوم - اتفاق سعودي - باكستاني على إطلاق إطار تعاون اقتصادي

GMT 12:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا
 العرب اليوم - إيلون ماسك يطلق موسوعة غروكيبيديا المنافسة لويكيبيديا

GMT 06:50 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إغلاق مؤقت لمطار أليكانتي في إسبانيا بعد رصد طائرة مسيرة

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مطار كراسنودار يطلق رحلات مباشرة إلى مصر

GMT 02:15 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ميسي يراوغ مجددًا بشأن مشاركته مع الأرجنتين في كأس العالم 2026

GMT 07:12 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يتحدث عن "أدق وصف" للوضع في غزة

GMT 10:31 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

النجمات العربيات يجسّدن القوة والأنوثة في أبهى صورها

GMT 06:04 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الفرنسي يلاحق المتنمرين ضد زوجة ماكرون

GMT 11:42 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تصميمات رخامية تُعيد إحياء الحمّامات الرومانية في قلب بيروت

GMT 06:02 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شقيقين في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان

GMT 01:35 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 6.1 يضرب ولاية باليكسير شمال غربي تركيا

GMT 05:36 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير عاجل لمستخدمي Gmail بعد سرقة 183 مليون كلمة مرور

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 11:25 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الطاولات في حفلات الزفاف لمسات بسيطة تصنع فخامة المشهد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab