سوناك أوباما البريطاني

سوناك أوباما البريطاني!

سوناك أوباما البريطاني!

 العرب اليوم -

سوناك أوباما البريطاني

حمد الماجد
بقلم - حمد الماجد

تولي ريشي سوناك ذي الأصول الهندية منصب رئيس الوزراء في بريطانيا كسر حاجزاً عرقياً فولاذياً في المملكة الأنغلوسكسونية العتيدة العريقة.
وهج الخبر أنسى الناس، ولو مؤقتاً، البحث في مساهمة الرئيس الأصغر سناً (42 عاماً) في التاريخ السياسي البريطاني والأكثر ثراء في تاريخ رؤساء الوزراء، في حل الأزمة الاقتصادية التي تعقدت بعد زلزالين مجلجلين؛ زلزال «كورونا» وزلزال أوكرانيا، وتعيين هندي هندوسي «ملون» هو الآخر زلزال عرقي لا يقل زلزلة وأهمية عن تعيين أوباما الأسود رئيساً للقوة العظمى؛ الولايات المتحدة، حتى إن البعض أطلق على سوناك اسم «أوباما الثاني».
والمشتركات بين أوباما الأول وأوباما الثاني (سوناك) عديدة؛ فكلاهما ملون، وكلاهما من والد مهاجر، والد أوباما مهاجر كيني، ووالد سوناك مهاجر هندي... كلاهما تولّى للمرة الأولى منصب رئاسة دولة نووية غربية عظمى، وكلاهما تسنّم هذا المنصب الرفيع في عز الشباب، وكلاهما تخرّج من جامعة عريقة مرموقة، أوباما من جامعة هارفارد، وسوناك من جامعة أكسفورد، وكلاهما تزوّج من ذات العرق؛ فزوجة أوباما سوداء من أصول أفريقية، وزوجة سوناك سمراء من أصول هندية.
ما هو موقف أوباما الأميركي، وأوباما البريطاني من الأقلية التي ينتمي كل منهما لها، والأقليات الأخرى؟ من السهل أن نجيب عن أوباما، وليس عن سوناك؛ لأنه من المبكر الحكم للثاني أو عليه ولم يمض إلا أيام على تعيينه على رأس الوزراء في بريطانيا، مع أن له موقفاً «جافاً» من نظام الهجرة في بريطانيا، ووالداه أصلاً مهاجران!! فقد وصفت عدد من وسائل الإعلام سوناك بأنه متشدد مع المهاجرين، حيث كان دائماً يؤيد أي قانون يقلص أعداد المهاجرين في البلاد، أو يشدد على استقبال اللاجئين، وهذه مفارقة لافتة؛ فسوناك ابن لأبوين مهاجرين، فكيف يتخذ هذا الموقف، في وقتٍ يدعم فيه عدد من السياسيين البريطانيين «الأصليين» الأقليات المهاجرة ويناهضون فرض قوانين جديدة ضدها؟! أما أوباما «الأصلي» فله في الجملة تجاه عامة الأقليات مواقف متوازنة، وقد حدث تقدم في أوضاع كثير من الأقليات، كما تقول مصادر غربية، ولا سيما المواطنين من ذوي الأصول الإسبانية واللاتينية الذين تم تعديل أوضاع مئات الآلاف منهم، حيث حصل معظمهم على الجنسية الأميركية، أو حق الإقامة الدائمة، طبعاً مع التحفظ الشديد تجاه سياسته الخارجية التي لم تكن بصورة عامة في صالح العرب على وجه التحديد.
وبعيداً عن المقارنة بين الزعيمين «الملونين»، فحزب المحافظين يعوّل على سوناك رجل الاقتصاد الناجح لإقالة عثرة اقتصاد بريطانيا المتعثر، ولا يزال البريطانيون يتذكرون انتقاده لرئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس وخطتها الاقتصادية وأنها ستؤدي إلى خسائر كبيرة، وهذا ما حدث بالفعل، ويأملون في أن من نجح في عمله الاقتصادي الخاص، سينجح في النهضة بالاقتصاد العام، وهذا ليس مؤكداً، والمؤكد أن سوناك قد ورث ملفات صعبة، بين اقتصاد مضطرب، وحزبه الذي تنخره الانقسامات، ومجاهر اليمين العرقي المتشدد الذي يفرك يديه بحثاً عن سقطات سوناك وزلاته.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوناك أوباما البريطاني سوناك أوباما البريطاني



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 07:07 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق مع فضل شاكر مستمر واسقاط بعض التهم

GMT 07:26 2025 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نادين الراسي ترقص بعفوية في دبي وتكشف سر الـ Six pack

GMT 21:52 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طقوس صباحية بسيطة لدعم صحة الكبد تشمل احتساء القهوة

GMT 15:33 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأرجنتين: تصويت مصيري وتدخل أميركي

GMT 15:49 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سوريا الأستاذ وديع

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:03 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سريلانكا بين الجبال والبحار تجربة سياحية لا تُنسى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab