الراعي ينقذ الكوكب

الراعي ينقذ الكوكب

الراعي ينقذ الكوكب

 العرب اليوم -

الراعي ينقذ الكوكب

بقلم : سمير عطا الله

في أكتوبر (تشرين الأول) 1962 مرّ هذا الكوكب وأهله بأقرب لحظة إلى الدمار النووي التام. وقفت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في مواجهة بعضها البعض فوق جزيرة كوبا، وفي «خزان» كل منهما رؤوس نووية لمحو الكرة الأرضية مياهاً ويابسةً.

السبب أن موسكو حوّلت الجزيرة الجميلة المحاذية للساحل الأميركي إلى قلعة ذرية. 82 باخرة قامت بـ135 رحلة إلى هافانا تحمل الأسلحة، و42 ألف جندي. قرر الرئيس جون كيندي ضرب حصار على بلاد الزعيم فيدل كاسترو، الذي يهدد بنقل النموذج الشيوعي إلى أميركا اللاتينية برمّتها.

كانت الأخبار تصل إلى الخارج من الإعلام الأميركي المهيمن عالمياً. ومن خلاله تبدو صورة الزعيم السوفياتي نيكيتا خروشوف مجرد راعي مواشٍ سابق، خشن الطباع. الآن نعرف من الوثائق السوفياتية أن الراعي الخشن هو الزعيم الطيب الذي أنقذ العالم. بينما أصر كيندي على المواجهة حرصاً على كرامة أميركا، قال الراعي لمساعديه: الكرامة في الحياة والأمان. اذهبوا إلى النوم.

الجديد الذي نعرفه في تلك الذكرى أن الأكثر عناداً وحدّةً ومجازفةً بين الزعماء الثلاثة، كان فيدل كاسترو. كان يلح على السفير السوفياتي لإقناع خروشوف «بتوجيه ضربة قوية» إلى أميركا. ولما ازداد إلحاحه سأله السفير: «تقصد أن نوجه لها ضربة نووية»، عندها تراجع كاسترو قائلاً: «بل أقصد ضربة قوية جداً».

ما بين موسكو وواشنطن وهافانا، تلاحقت الأحداث بالدقائق. وكان رمز الثورة العالمية تشي غيفارا يشجع كاسترو على تحفيز السوفيات. وبناءً على إلحاح كاسترو، كان السفير السوفياتي ألكسييف ألكسي يبعث إلى خروشوف الرسالة تلو الأخرى، مستمداً قوته من الدعم الشعبي الهائل الذي أظهره الكوبيون لزعيمهم. وقد ازداد هذا التأييد بعدما شعر الناس بالإهانة من الطائرات الأميركية التي تخرق جدار الصوت في سماء الجزيرة.

اشتدت الأوتار في كل العواصم. وروى وزير الدفاع الأميركي روبرت ماكنمارا فيما بعد أنه دخل إلى غرفة نوم تلك الليلة، وفي اعتقاده أنه لن يستيقظ في اليوم التالي، ولا العالم أيضاً. لكنَّ إشارةً جاءت تلك الليلة من موسكو إلى العواصم: أليس من الأفضل للجميع أن نبقى أحياء؟

في كتابه «قادة» يخصص ريتشارد نيكسون فصلاً لندّه السوفياتي. ويأخذ على خروشوف أنه بدأ حياته راعياً. والعالم مدين لهذا الراعي في حقول أوكرانيا.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الراعي ينقذ الكوكب الراعي ينقذ الكوكب



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab