لمن يهتف المتظاهرون

لمن يهتف المتظاهرون؟

لمن يهتف المتظاهرون؟

 العرب اليوم -

لمن يهتف المتظاهرون

بقلم : سمير عطا الله

أغسطس (آب) 1944 كانت ألمانيا الهتلرية تحتل فرنسا. أراد الفوهرر، أي القائد، أن يحرق باريس، فأرسل الأوامر بذلك إلى جنراله في المدينة. تأمل الجنرال من شرفته جمال العاصمة، وقرر أنه سوف يعصي أوامر الشاويش السابق، ولن يدمّر العاصمة. وبعد قليل اتصل به هتلر هائجاً كالعادة: «جنرال فون شولتيتز، هل باريس تحترق؟».

دخلت تلك الجملة الهمجية تاريخ الحروب وجنون الاحتلال. لم تغب عني لحظة وأنا أشاهد هتلر إسرائيل يحرق بيروت على عجل قبيل وقف النار. بلا إنذارات، وغارات في كل الأحياء، وأهل المدينة يخلون منازلهم إلى الشوارع، مشاة أو في سيارات، على غير هدى، العدو من ورائهم والعدو من أمامهم، ومن فوق ومن تحت.

بيروت، عدوّة إسرائيل الأولى. مدينة التنوع. عاصمة اللجوء والنزوح ومراكز الإيواء. يجب أن تعطى درساً في نزع هذه الصورة التاريخية عن وجهها. في الساعات الأخيرة من الحرائق لم تعد هوية المناطق مهمة. الجميع على لائحة الغارات. وقاذفات الرعب والترهيب، تحلّق فوق السطوح خلال ما تبقى من وقت: 20 غارة في 120 ثانية، يقول بيان جيش الدفاع، مبتهجاً بأرقام «غينيس» القياسية.

إلى أين من هنا؟ لقد «تركت وحدة الساحات» لبنان بلداً مفتتاً، هائماً في شوارعه وفي ديار الآخرين. وليس عيباً ولا عاراً ولا خيانة أن يطلب اللبنانيون شيئاً من حقهم في الحياة والهدوء والاستقرار. ولا بأس هنا من المقارنة المحزنة بين النكبة الكبرى التي حلّت بفلسطين، والنكبات التي تحل باللبنانيين، كل تحت شعار جديد، أو أشعار لا علاقة لها بالواقع والألم.

تماماً، تماماً، كما في «وقائع موت معلن سلفاً» كان الناطق الإسرائيلي يبلغ ضحاياه بموعد ومكان قتلهم. بل كان أكثر دقة من غابرييل غارسيا ماركيز.

على أننا أوفر حظاً، بكل المقاييس، من غزة التي خرجنا إلى مساندتها. هي تحولت إلى مهرجان للقتل والعذاب، بينما أهل الجنوب قادرون على العودة إلى بعض الجدران والسقوف.

هل بيروت تحترق؟ لبنان يحترق. وجوده يحترق. تاريخه يحترق. والمتظاهرون يهتفون للرماد.

arabstoday

GMT 11:16 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المصدر الأول للأخبار وكالة “بقولو”

GMT 11:13 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يدور على ذاته… وسوريا في البيت الأبيض!

GMT 11:11 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عهد أحمد الشرع يبدأ من واشنطن...

GMT 09:32 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لمّا قام قائمها

GMT 09:30 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تحذّر أميركا من «التحرش» بفنزويلا!

GMT 09:28 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بي بي سي»... من كان منكم بلا خطيئة؟!

GMT 09:25 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»!

GMT 09:23 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرعون الذهبي في المتحف الكبير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن يهتف المتظاهرون لمن يهتف المتظاهرون



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 18:03 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة
 العرب اليوم - شركات أميركية تربح بمليارات الدولارات من حرب غزة

GMT 16:58 1970 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة
 العرب اليوم - إسرائيل تبحث توقيع أطول اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة

GMT 22:45 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا تصنف 4 جماعات في أوروبا كمنظمات إرهابية أجنبية
 العرب اليوم - أميركا تصنف 4 جماعات في أوروبا كمنظمات إرهابية أجنبية

GMT 07:49 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام
 العرب اليوم - إسعاد يونس تصدم الجمهور بخبر عن عادل إمام

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 17:52 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 18:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا

GMT 10:17 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يطلق قريباً نظام حجز أسماء المستخدمين

GMT 02:12 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab