التونسية في السجن

التونسية في السجن

التونسية في السجن

 العرب اليوم -

التونسية في السجن

بقلم : سمير عطا الله

عندما وصل الحبيب بورقيبة إلى الرئاسة، كنا نعرف عنه قليلاً من المعرفة، كما روى أخباره أصدقاؤه في بيروت والقاهرة ودمشق. فقد تنقل «المجاهد الأكبر» خلال سنوات النضال، في عدد من العواصم العربية، بين أصدقاء مثله في حماسه الوطني، لكنهم كانوا ميسورين أكثر منه، فكانوا يتولون إقامته وتنقله وحملته. ومن هؤلاء كان الشيخ عبد الله المبارك، الذي تعرّف إلى الزعيم التونسي عن طريق صديق الطرفين، ونقيب الصحافة اللبنانية عفيف الطيبي. وكان من أصدقائه أيضاً السفير محمد علي حمادة، والد مروان وعلي، ونقيب الصحافيين السوريين نصوح بابيل. وبعدما أصبح رئيساً، حرص الرجل الكبير على أن يتحدث دائماً بلغة الوفاء عن أصدقاء المنفى، وأيام النضال.

كانت تونس بعيدة عنا جغرافياً، وصلاتنا معها قليلة، وليس بيننا، على سبيل المثال، طيران مباشر. لكن بورقيبة أتقن كيف يجعل كل الدنيا قريبة من تونس. وفي الداخل أقام حكماً راقياً وعادلاً، وجعل التعليم إلزامياً. ولم تكن تونس دولة غنية، لكنها كانت دولة محترمة.

وجاء من بعده زين العابدين بن علي، فلم يكن ممكناً أن يكون بورقيبة آخر، كما أنه أُحيط بحاشية أفسدت عليه الحكم. لكن بناء الدولة بقي قائماً. وبقيت كذلك أعراف الحكم. وكبر دور النظام عندما انتقلت الجامعة العربية إلى تونس، ومن جديد، أدرك العرب أن البلاد البعيدة جغرافياً، هي في قلب العرب والعروبة، ما بين مقري الجامعة ومنظمة التحرير.

ثم كان «الربيع العربي» و«عربة بوعزيزي»، وقطار الضياع الذي تفرقت طرقاته على دروب العرب. ثم مضى وقت وتونس لم تعد تونس. وفي كرسي بورقيبة، بعد 60 عاماً، حلّت أمزجة متوترة، وقلوب غاضبة، وتسامح قليل، وإدارات لا تعرف كيف تستقر على سكة الحكمة.

منذ سنوات وأنا أمنع نفسي عن الكتابة في الشأن التونسي، لأن معرفتي به لا تؤهلني، ولذلك، وفي الآونة الأخيرة، تكاثرت وتراكمت وتفاقمت السياسات المسيئة لسمعة الدولة، التي كانت نموذجاً ذات يوم. ولم يكن يخطر في بال أحد أن المرأة التونسية سوف تُعيَّن في الحكم في ساعة رضا معهودة، ثم تُقال في ساعة غضب غير مقبولة. أمّا المرفوض كلياً فهو أن تُرسل المرأة التونسية إلى السجن.

هذه بلاد «الماجدة» التي كانت تشارك الرئيس في الحكم، يوم كانت المرأة العربية لا تزال تكافح، من أجل حقها في دخول المدرسة.

arabstoday

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

ملكة القنوات

GMT 16:36 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان و«ضربة معلم»

GMT 16:35 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

نقش «سلوان» وعِراك التاريخ وشِراكه

GMT 16:33 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

السعودية وباكستان... تحالف جاء في وقته

GMT 16:31 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

أين تريد أن تكونَ في العام المقبل؟

GMT 16:30 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

افتح يا سمسم

GMT 16:29 2025 الأحد ,21 أيلول / سبتمبر

مأزق الليبرالية البريطانية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التونسية في السجن التونسية في السجن



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم

GMT 11:05 2025 الجمعة ,19 أيلول / سبتمبر

شيرين عبد الوهاب أمام القضاء بتهمة السبّ والقذف

GMT 03:18 2025 السبت ,20 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab