محكمة

محكمة!

محكمة!

 العرب اليوم -

محكمة

بقلم - سمير عطا الله

يمرُّ القضاء في لبنان بأسوأ مراحله، مثل قطاعات رسمية عدة، معظم مقاعده الأساسية شاغرة تدار بالإنابة. ومعظم وأهم قضايا الحق العام ممنوع النظر فيها، وخصوصاً، الكبرى منها، مثل انفجار الميناء، الذي كان أحد أكبر الانفجارات في تاريخ العالم، وحاكم البنك المركزي، مطلوب لا يُبلّغ.

غياب القضاء يعني، بكل بساطة، غياب القانون. وغياب القانون يعني سقوط كل رادع ومرجع. عندما نكون في مثل هذه الحال، ويُنتخب قاض لبناني لرئاسة المحكمة الدولية، معناه أن القضاء العالمي، مجرد وشجاع إلى درجة تامة، لا يأخذ إلا بصفات صاحبه، ولا يعنيه شيء آخر، مهما كانت سمعة الدولة نفسها في الحضيض.

لا يمكن النظر الى انتخاب نواف سلام إلاّ في هذا الإطار. بلد خارج على القانون تقريباً، والعالم برمّته يختار مندوبه حاكم العدل وحكم العدالة. الأهمية الكبرى الأخرى للقرار، أن مندوب لبنان يصبح رئيساً للمحكمة الدولية، بعد أيام من اتخاذها أهم قراراتها، أو أحكامها، حيال إسرائيل.

قرار في طياته أبعاد بلا حدود. قبل انتخاب نواف سلام، كانت المحكمة تعرف، والعالم كله يعرف، أنه في بلده ممنوع من أن يصبح رئيساً للوزراء. أما حيث القرار للعدل، فالعدل هو من يقرر. على نحوٍ ما، يشكل الانتخاب تحدياً لجهات كثيرة، داخل لبنان وخارجه.

الحدث في لاهاي، والمغازي في لبنان. فقد وضعت الممانعة فيتو على ترشيحه لرئاسة الحكومة بتهمة القرب من أميركا. ومنصبه الجديد ردّ اعتبار له، ولعائلته، ولماضيه الأكاديمي الرفيع، قاضياً ودبلوماسياً، وأستاذاً جامعياً. يمثل نواف سلام بالدرجة الأولى عائلة بيروتية «رئاسية» من العائلات البورجوازية، التي قال المفكر اليساري د. محمد علي مقلد، إنها ساهمت في بناء لبنان. وقد أثار قوله «همهمة» كثيرة بين رفاقه. والحقيقة أن هذه العائلات، المعروفة بمستواها السياسي والأخلاقي والقومي، هي من أعطى العاصمة دورها في رسم صورة الاستقلال والوحدة الوطنية. وكان أرفع شعار رفعه صائب سلام بعد ثورة 1958 «لبنان واحد، لا لبنانان». وكانت تجربة ابنه تمام، في رئاسة الحكومة، واحدة من أنجح المراحل، في نزاهتها وسمعتها وتجرّدها.

استعادت المحكمة الدولية كثيراً من هيبتها بعد الشكوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد الإبادة الجماعية في غزة. وإذا كان نواف سلام يحلم – عن حق – بأن يصبح رئيساً لها، فلم يكن يخطر له أن الرئاسة سوف تأتي، والمحكمة في أوج أهميتها. وقد تجاوزت في خطوتها دور الأمم المتحدة بأشواط في حرب غزة، مع التقدير التام للبرتغالي الطيب أنطونيو غوتيريش. حلّت المحكمة الدولية محل مجلس الأمن، وأثارت خطب إسرائيل بمجرد أن قدمت جنوب أفريقيا الدعوى ضدها، فقد كانت مهمة جداً من الدولة التي تقاضي إسرائيل: الدولة التي انتصرت على آخر جيوب الأبارتايد الشائن.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محكمة محكمة



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
 العرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 08:03 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إنه خريف السلاح رغم شيطنة التفاوض!

GMT 08:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 05:43 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تكرم أبو الغيط بوسام الشمس المشرقة الوشاح الأكبرا

GMT 08:08 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة جدتي

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تايوان تجلي أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار «فونج وونج»

GMT 05:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موجة قطبية تجتاح الولايات المتحدة والثلوج تصل ولايات الجنوب

GMT 06:00 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة شحن عسكرية تركية قرب الحدود بين أذربيجان وجورجيا

GMT 20:19 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يحيل أفيخاي أدرعي إلى التقاعد

GMT 07:03 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار عاجل من المحكمة بعد اتهام بطل مسلسل Squid Game بالتحرش الجنسي

GMT 02:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي

GMT 01:14 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab