غلال روسيا لن تعود

غلال روسيا لن تعود

غلال روسيا لن تعود

 العرب اليوم -

غلال روسيا لن تعود

بقلم - سمير عطا الله

لدى انهيار الاتحاد السوفياتي قال الرئيس الأرميني آنذاك، ليفون بتروسيان: «المركز مات. المركز انتحر». كانت موسكو تحاول عبثاً الحفاظ على أجنحة الإمبراطورية المتكسرة. لكن الدول كانت تتخلى بسرعة عن «الأخ الأكبر» وسطوته. وخرجت دول البلطيق الثلاث مرة واحدة. وأعلن رئيس كازاخستان، إحدى الدول الرئيسية في الاتحاد، «أن لغتنا هي حياتنا ولن نكون الأخ الأصغر لأحد».

لكن الهم الكبير في الكرملين المتصدع كان خروج الدولة الأكبر بعد روسيا: أوكرانيا. تلك الجمهورية (53 مليوناً آنذاك) هي أيضاً الدولة الأكثر تقدماً صناعياً وزراعياً. وعندما أعلنت الاستقلال، شعر ميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن أن كارثة حلّت بالمركز.

من دون الطاقات الأوكرانية لن يعود الاتحاد الجديد «سوى صدفة فارغة». والجمهوريات الباقية ليست سوى ملحقات وأعباء. ولو شاءت أوكرانيا لأصبحت من دون شك أكبر قوة اقتصادية في أوروبا الشرقية، بما فيها بولندا. لذلك، هدد يلتسن الغاضب بضم شرق أوكرانيا حيث 11 مليون روسي الأصل.

منذ ذلك الوقت، كان عنوان الألم الروسي الكبير واحداً: أوكرانيا. وفيما ارتد بوتين يبحث عن الانتصارات الثانوية في مدار الحنين الإمبراطوري، راحت أوكرانيا تزداد تباعداً وعداء. والمشهد الذي لم يكن يتخيله أحد هو أن تصل الأمور إلى مرحلة تستعد فيها أوكرانيا للانقضاض على روسيا بعد عامين من حرب ضارية أهين فيها السلاح الروسي، بينما جرّب الغرب بنجاح آخر أنواع الفتك الحديثة.

أدّب بوتين الصغار من أجل أن يخيف الكبار. وهذا درس قديم في علوم المخابرات. لكن هذه المرة الكبير لم يخف. وزاد في المرارة وعمق الانكسار أن العدو الذي في وجهه فنان عادي جعل منه الفشل الروسي بطلاً أسطورياً.

عندما أخفق بوريس يلتسن في قمع التمرد الانفصالي في الشيشان، ووقفت روسيا على حافة المزيد من التفكك، سلّم السلطة إلى بوتين الذي سحق كل شيء في طريقه. لكن المثال الشيشاني الناجح كان أيضاً من السوء بحيث الأفضل أن يُنسى، لا أن يُكرر. فالخسارة ليست في أوكرانيا فقط، إنها في مكانة روسيا بين الخصوم والحلفاء، وفي سائر العالم الذي يتطلع مذهولاً أمام نتائج الحرب العسكرية. ويتطلع خائفاً من انعكاسات الهزيمة المتفاقمة. ويزداد الخوف مع متابعة الوضع الداخلي في موسكو، ولغة اليأس والتهديد بالسلاح النووي التي يستخدمها ديمتري مدفيديف، الذي تخلى عن لغة الرؤساء إلى لغة الجلاوزة.

طبعاً لغة الحل النووي، ومن دولة كبرى، ليست لغة رجل دولة، بل بوق معلن. في حين أن روسيا (والعالم) اليوم في حاجة إلى رجل مثل نيكيتا خروشوف في مواجهة جون كينيدي. أطفأ الزر النووي وذهب ينام، وترك العالم يفيق في اليوم التالي.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غلال روسيا لن تعود غلال روسيا لن تعود



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 01:39 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
 العرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته
 العرب اليوم - ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 02:55 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
 العرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 07:27 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ما يجري في السودان

GMT 17:59 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

إيلون ماسك من شاب ب2500 دولار إلى أول تريليونير في العالم

GMT 17:52 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير يجذب 19 ألف زائر يوميا

GMT 18:30 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يعلن أسبوع مناهضة الشيوعية ويهاجم خصومه التقدميين

GMT 04:33 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تشدد رفضها تقسيم السودان وتؤكد ثوابت موقفها في الأزمة

GMT 04:42 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

استسلام أوكراني "بالجملة" على محور خاركوف

GMT 07:49 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من نيويورك إلى غزّة

GMT 13:26 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي شرق خان يونس

GMT 07:47 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرح ليس حدثاً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab