منديلها ونسمته

منديلها ونسمته

منديلها ونسمته

 العرب اليوم -

منديلها ونسمته

بقلم - سمير عطا الله

مرت ذكرى غياب كوكب الشرق (3 فبراير/ شباط) والذاكرون قلّة. أو أقل. ففي كل عام يغيب إليها أيضاً بعض من جمهورها، وكل عام تمر بنا الأيام وتزداد الأطلال هجراً، ويمضي من الدهر دهراً، ومن العمر عمراً.

كل عام يُنسى من زمنها شيء. لأن الزمن ليس فرداً بل جمعٌ. إيقاع واحد وعبقريات متفرقة. يأتي جمهور جديد ويغيب الصوت في السنين، يسحب خلفه صداه وبقايا جذوته.

كان زمنها عظيماً وارفاً وعميقاً ولم يعد. وفي ذلك الزمن كان الشعر أحمد رامي، وكان النثر طه حسين، والعقاد، وكان اللحن محمد القصبجي، والمسرح يوسف وهبي بيك، وبديع خيري، والريحاني. وإضافة إلى أسراب العمالقة، كان هناك الوقت الكافي للتمتع بما تبدع مواهبهم ومعارفهم. وكانت هي تصدح في ليالي الناس، فتشعلها، وتغني في نهاراتهم، فتفرحها، وفي الليل والنهار، تطربها فتطربها، ويا عيني آه... يا ليلي آه.

أول خميس من كل شهر كانت الناس تأتي القاهرة من جميع الديار لكي يكون فرحهم في من حيا في حضرتها. ومن أجل إذا ما لوَّحت بمنديلها وصلت إليهم نسمته. وما كان ذلك طربا أو نشوة أو شغفا، وإنما عقد من شعر وموسيقى وماس، ولا يتكررون.

انقلب الزمن بمن وبما فيه. صارت الأوتار البطيئة شجناً غير مألوف. ولم تعد الأغنية «جلسة»، أو «طقساً»، أو نجوى. واكتشف الأخوان رحباني هذا السر مبكراً، فسلموا فيروز إلى الأغنية القصيرة والرسالة المباشرة: شايف البحر شو كبير/ قد البحر بحبك.

حتى القصيدة الفصحى، اختصروها وحافظوا على رونقها. ولم يعد مألوفاً أن تسمع «سلوا قلبي» في الضحى، لكن ظلت قصيدة «لملمت ذكرى لقاء الأمس بالهدب» جزءاً من أغاني الصباح في سائر الإذاعات العربية.

طبعاً، فيروز هي «اللحن الثالث» عند الأخوين. صوتها لحن ثالث لا يكتبه موسيقي مهما بذل. هكذا كان صوت أسمهان، الحنجرة العجائبية الأخرى. تواءمت أغاني فيروز مع الإيقاع. نقلها الأخوان رحباني إلى الصورة. إلى الرسم البديع: «صار لي شي مية سنة مشلوحة بها الدكان/ ضجرت مني الحيطان».

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منديلها ونسمته منديلها ونسمته



نقشات الأزهار تزين إطلالات الأميرة رجوة بلمسة رومانسية تعكس أناقتها الملكية

عمّان - العرب اليوم
 العرب اليوم - نافبليو جوهرة يونانية تنبض بالجمال والتاريخ والسكون

GMT 22:10 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل
 العرب اليوم - نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل

GMT 04:15 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

المعايير الجديدة

GMT 05:35 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الإثنين 22 سبتمبر /أيلول 2025

GMT 23:46 2025 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

السعودية تؤكد التزامها بدعم إقامة دولة فلسطين

GMT 04:23 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

ساعة «فلسطين الدولة»

GMT 04:40 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

جيش الاحتلال يوسع عملياته في عمق غزة

GMT 04:37 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab