عاربون مستعربون الليدي «الساحرة»

عاربون مستعربون: الليدي «الساحرة»

عاربون مستعربون: الليدي «الساحرة»

 العرب اليوم -

عاربون مستعربون الليدي «الساحرة»

بقلم - سمير عطا الله

ثمة تشابهات كثيرة بين «غيرترد بيل» و«هستر ستانهوب»: العائلة الأرستقراطية الثرية. التخصص في علم الآثار. الذهاب إلى الشرق بحثاً عن حب ضائع، والموت (63 عاماً) قبل سن الشيخوخة، وفي ظروف محزنة.

ولدت الليدي هستر ستانهوب العام 1776 في عائلة مليئة بالسياسيين. ولم يكن والدها، اللورد، سياسياً مهماً فقط، بل كان أيضاً عالماً ومخترعاً شهيراً، قام بصنع أول مطبعة حديدية. كما كان جدها وزيراً للخزانة. والأهم أن عمها، «وليم بيت» الابن، كان رئيساً للوزراء، خلال حقبة شهدت الثورة في فرنسا المجاورة والحروب النابوليونية في أوروبا. كانت الليدي مقربة جداً من عمها، وقد اعتمد عليها في أن تكون المضيفة الرسمية في منزله، وهو منصب حكومي أمّن لها راتباً تقاعدياً سوف يمول –إلى حين– رحلتها الباذخة إلى الشرق.

بدت راضية كسيدة مجتمع بارعة. لكن حياتها العاطفية كانت فوضى كاملة، وكانت علاقاتها العاطفية مع السياسيين تنتهي دائماً بحسرة. دفعتها هذه المآسي، وغيرها من المآسي الشخصية، إلى البحث عن حياة بعيداً عن إنجلترا إلى الأبد. اختارت أكثر الأماكن غير المتوقعة... لبنان.

أعطاها وضع هيستر كفتاة مجتمع الأموال للسفر إلى المناطق النائية، بما في ذلك اليونان، والقسطنطينية، ومصر، وبلاد الشام. كانت أول امرأة إنجليزية تدخل الهرم الأكبر، ومدينة تدمر القديمة في سوريا. في اليونان التقت بالشاعر اللورد بايرون الذي وصفها بأنها «شيء خطير»، مليء بالذكاء والحدّة. لم تكن تستسلم بسهولة، وغالباً ما وجدت نفسها في الماء الساخن لتحديها آداب العصر.

كانت تدخن وتركب الجمال وترتدي ملابس الرجال. وجد البعض سلوكها غير لائق للمرأة، بينما قدر السكان الآخرون جهودها للتعرف على ثقافتهم وتسليط الضوء على تعقيداتهم. بدلاً من جعل منزلها في فيللا متقنة، أو منزل كبير مناسب لامرأة نبيلة، انتقلت إلى دير سابق على قمة جبل لبنان هنا، أصبحت الحاكم غير الرسمي للمناطق المحيطة بها.

احترمها السكان المحليون والزوار، بل كانوا يخشونها. اعتقد البعض أنها كانت ساحرة. رعت العلاقات مع السكان المحليين ومع الحكام العثمانيين في المنطقة. لقد بذلت قصارى جهدها لتظهر لهم أنها تركز على الحفاظ على ثقافتهم بدلاً من سرقة الكنوز، كما فعل البريطانيون في كثير من الأحيان.

في النهاية، عانت من فترة طويلة من سوء الحظ. لقد تكبدت ديوناً كبيرة. مما أجبر الحكومة البريطانية على التدخل عندما كان معاشها التقاعدي على وشك أن تتلقاه لسداد الديون، كتبت سلسلة من الرسائل المشاكسة إلى المسؤولين، وحتى إلى الملكة فيكتوريا نفسها، لسوء الحظ. استمرت هذه المشكلات المالية حتى وفاتها في عام 1839.

تحولت من امرأة نابضة بالحياة، ومتطورة، إلى قوقعة من نفسها السابقة، بسبب الاكتئاب ومرض ألزهايمر المبكر. حلقت رأسها. وارتدت عمامة، ورأت الناس أقل وأقل. خانها عبيدها بالسرقة منها.

إلى اللقاء...

arabstoday

GMT 20:15 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أكتوبر والنصر المحسوب

GMT 10:16 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الانتخابات يوم والمحبة دوم

GMT 18:35 2024 السبت ,11 أيار / مايو

نتنياهو مستمر في رفح .. إلا إذا…!

GMT 22:11 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

الطبقة الوسطى... هواجسها وسواكنها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاربون مستعربون الليدي «الساحرة» عاربون مستعربون الليدي «الساحرة»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي

GMT 08:22 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال يداهم منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس

GMT 07:26 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق رسمي من نيجيريا على الضربة الأميركية

GMT 09:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يشارك جمهوره كواليس مسلسل «علي كلاي»

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 12:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 17:00 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هيئة البث تكشف وساطة روسية سرية بين إسرائيل وسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab