مائة عام على «ملوك العرب» مسك الختام 44

مائة عام على «ملوك العرب»: مسك الختام (4/4)

مائة عام على «ملوك العرب»: مسك الختام (4/4)

 العرب اليوم -

مائة عام على «ملوك العرب» مسك الختام 44

بقلم - سمير عطا الله

لا يُخفي أمين الريحاني، قبل جولته وبعدها، أن الشخصية الأكثر أهمية التي طلب لقائها كان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. وعندما صافحه للمرة الأولى، أدرك أنه أمام الرجل الذي سوف يوحّد الجزيرة، ويضع الخطوة الأولى لوحدة العرب. يدرك الريحاني أنه يكتب في انبهارٍ غير مألوف عن الرجل العملاق، فيسرع إلى التوضيح بأنه صادقٌ في كل كلمة يكتبها، وليس في الأمر من تملّق أو مبالغة. ولذلك سوف يرتبط كتاب «ملوك العرب» فيما بعد وإلى اليوم، بالصفحات العميقة التي وضعها «الأمين» في تلك الجولة المخلّدة.

نترك هنا الوصف الرائع كما ورد في «ملوك العرب» لنختم به هذه السلسلة التاريخية:

السلطان عبد العزيز طويل القامة، مفتول الساعد، شديد العصب، متناسق الأعضاء، أسمر اللون، أسود الشعر، ذو لحية خفيفة مستديرة، وشارب. له من السنين سبع وأربعون، وله في التاريخ –تاريخ نجد الحديث– مجد إذا قِيس بالأعوام، تجاوز السبع والأربعين المائة. يلبس في الصيف أثواباً من الكتان، بيضاء، وفي الشتاء «قنابيز» من الجوخ تحت عباءة بُنية. وهو ينتعل، ويتطيب، ويحمل عصاً من الشوحط (بخور)، طويلة يستعين بها على الإفصاح عن آرائه –على تشكيل كلماته، إذا صحت الاستعارة، وتمكينها. إنّ له في الحديث غيرها من الأعوان، له أنامل طويلة لَدِنة يشير بها في مواقف البلاغة. وله عينان عسليتان تنيران أمام العطف واللطف ساعة الرضا، وتضرمان في كلامه ساعة الغيظ نار الغضا. وله فمٌ هو كورق الورد في الحالة الأولى، وفي الحالة الثانية كالحديد. يتقلص فيشتدّ، فهو إذَّاك، كالنصل حدّاً ومضاءً.

ها قد قابلت أمراء العرب كلهم، فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل. لست مجازفاً، أو مبالغاً فيما أقول. فهو حقّاً كبير: كبير في مصافحته، وفي ابتسامته، وفي كلامه، وفي نظراته، وفي ضربه الأرض بعصاه. يُفصح في أول جلسة عن فكره ولا يخشى أحداً من الناس. بل يفشي سره، وما أشرف السر، سر رجل يعرف نفسه، ويثق، بعد الله، بنفسه. «حنّا العرب» إن الرجل فيه أكبر من السلطان. وقد ساد قومه ولا شك بالمكارم، لا بالألقاب... جئت ابن سعود والقلب فارغ من البغض، ومن الحب، كما قلت له. فلا رأي الإنجليز، ولا رأي الحجاز، ولا الثناء، ولا المطاعن أثّرت فيّ. وها قد ملأ القلب، ملأه حباً في أول جلسة جلسناها على أن الحب قد لا يكون مقروناً دائماً بالإعجاب. سنرى. قد عاهدته على أن أكلّمه بصراحة وحرية. وسأكون فيما أكتب كذلك حراً صريحاً... ولكنني أُحسن شيئاً من الفراسة، وصرت أَركن إلى ما تشعر به النفس في المقابلة الأولى. فضلاً عمّا عندي الآن من أخبار الملوك للمقابلة والتفضيل... إني سعيد لأني زرت ابن سعود. بعد أن زرتهم كلهم. هو حقاً «مسك الختام».

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائة عام على «ملوك العرب» مسك الختام 44 مائة عام على «ملوك العرب» مسك الختام 44



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 16:27 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
 العرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 08:03 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف اخترق ممداني السَّدين؟

GMT 05:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعتزم مقاضاة "بي بي سي" بتهمة تشويه تصريحاته

GMT 08:05 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إنه خريف السلاح رغم شيطنة التفاوض!

GMT 08:06 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

«القاعدة» في اليمن... ليست راقدة!

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 05:43 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تكرم أبو الغيط بوسام الشمس المشرقة الوشاح الأكبرا

GMT 08:08 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة جدتي

GMT 05:54 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تايوان تجلي أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار «فونج وونج»

GMT 05:57 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موجة قطبية تجتاح الولايات المتحدة والثلوج تصل ولايات الجنوب

GMT 06:00 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة شحن عسكرية تركية قرب الحدود بين أذربيجان وجورجيا

GMT 20:19 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي يحيل أفيخاي أدرعي إلى التقاعد

GMT 07:03 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار عاجل من المحكمة بعد اتهام بطل مسلسل Squid Game بالتحرش الجنسي

GMT 02:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي

GMT 01:14 2025 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بسمة وهبة تدعم زوجة كريم محمود عبد العزيز وتشير لنهايتهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab