وتبعتا من ذبحها

وتبعتا من ذبحها

وتبعتا من ذبحها

 العرب اليوم -

وتبعتا من ذبحها

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

كان الرحالة التشيكي ألويس موزيل نقيض لورانس العرب. هو كان يحرض العرب على البقاء مع الأتراك، بعكس لورانس الذي أشعل «الثورة العربية». وكان موزيل عالماً وأستاذاً في الجغرافيا، وتخصص لسنوات طويلة في عادات وتاريخ عرب الرولة، وصادق زعماءها وقاسمهم برد الصحراء القارس وحرّها المفزع، وبحث في المجاهل عن آبار المياه النادرة، وفي الظمأ شرب المياه التي تخرب جسد شاربها.
كتبت عن ألويس، الذي أعطي اسم «موسى»، من قبل. وحاولت من خلال كتابات الرحالة أن أقدم للأجيال المتتابعة صورة عن حياة الشظف البالغ الشدة التي عاشها الأسلاف. لكنني كلما قرأت موزيل مرة أخرى عثرت في نصوصه التدوينية البسيطة على صور إنسانية لا تجدها عند سواه.
من هذه الصور اثنتان لا تفارقان الذاكرة مهما كانتا قاسيتين. في الأولى يصف موسى مشهد افتراق الإبل عن صغارها عندما يعم الظلام مضارب الخيام، فتبدأ الصغار بالنحيب وتصاب الأمهات بنوع من الجنون وهي تبحث عنها. في مشهد آخر يصور رحالتنا أقصى حالات الحزن.
وسوف نترك له الرسم بالكلمات؛ حسب تعبير نزار قباني من قصيدته الشهيرة التي تحمل هذا العنوان:
«قبل رحيلنا سمعت ناقتين تنتحبان كلتاهما على ناقة صغيرة. بناء على الأوامر؛ ذبح دالي ناقة صغيرة، ضعيفة العظام، كانوا قد سمحوا لها بالرضاعة من ضروع أمَّين، حتى تعطي كلتاهما حليباً. لكن لأن دالي قاسي القلب، لم يبعد الناقتين؛ بل ذبح رضيعتهما أمام أعينهما. فقد وقفتا هناك فوق الضحية الصغيرة وهي تتلوى من سكرات الموت الأخيرة، وانتحبتا لهذا العمل القاسي الذي اقترفه هذا بحق محبوبتهما. كانت الأم الحقيقية تحاول أن تدفع الأخرى، تعضها، ثم تعود إلى ابنتهما وتلعق سيقانها وترفعها من ظهرها وتبكي بحرقة عندما كانت تعود لتستلقي على الأرض. وكانت الأم المرضعة تعود لتنتحب معها. وكلما كان دالي يبعدهما كانتا تعودان بسرعة من أقرب طريق.
وأخيراً سحب دالي بعضاً من جلد الناقة الصغيرة ودفن الجسم في الرمل. وتلك الجلدة وضعها على أنفي ورأسي الناقتين كلتيهما. عندئذٍ انجذبتا إلى رائحة صغيرتهما وتبعتا من ذبحها بإرادتيهما.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتبعتا من ذبحها وتبعتا من ذبحها



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي
 العرب اليوم - جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 10:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:47 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 01:07 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 04:38 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يتسلم جثة رهينة جديد من قطاع غزة

GMT 14:40 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

"غوغل" تتطلع للفضاء لبناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي

GMT 05:52 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انقطاع الكهرباء في أوكرانيا بعد هجوم روسي

GMT 14:34 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة ومشروبات تجنبها مع البيض

GMT 05:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مصرع 4 أشخاص في تحطم طائرة بروسيا

GMT 11:54 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تحسم الجدل حول فيديو الاعتداء على مواطن في الحرم المكي

GMT 05:45 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب إقليم بلوشستان دون أنباء عن خسائر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab