وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن

وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن

وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن

 العرب اليوم -

وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن

بقلم - سمير عطا الله

الحلقات التي ينشرها الزميل رئيس التحرير غسان شربل عن مرحلة الاجتياح الإسرائيلي للبنان تقع كلها في الباب المذهل وصعب التصديق. وسوف يقرأها كلٌّ منّا من وجهة نظره،ب ويستعيدُ موقفهُ الشخصي من تلك الأحداث، وكيف كان يقيّمُها أو ينظر إليها. هل هو لا يزالُ يكنُّ المشاعر نفسها أو أنه نادمٌ على حماسه أو على فتوره أو موضوعيته أو جُبنه؟ الأكيد أن أحداً لم يكن حيادياً حيال المأساة التي لفّت الفلسطينيين واللبنانيين، وأوصلت آرييل شارون إلى حدود قصر بعبدا، ثم أوصلت ياسر عرفات ورفاقه إلى حمام الشط في تونس. وفي هذه الأثناء كانت بيروت قد هُجرت، أو دُمرت، أو جاعت، أو في كل الحالات أُذلّت حتى الموت.

     

 

             

 

إذ أستعيدُ تلك اليوميات، أقف عند العنصر الأكثر أهمية في ذلك الزلزال: كيفما تتطلع في الساحة اللبنانية، ترَ أميركا والاتحاد السوفياتي وإسرائيل وأوروبا، وتجد أن هناك غائباً واحداً لا قرار له، ولا إرادة، ولا وجود؛ هو الدولة اللبنانية. القادة الفلسطينيون يتصرفون كأن لبنان محافظة، وسوريا تتصرف كأن لبنان قضاء صغير ومحتقَر في كل الحالات. وبالإضافة إلى ازدراء لبنان الرسمي وتجاهله، كان القادة الفلسطينيون يتحدثون عنهُ كأنه عائق تافه في وجه القضية. وكان الصراع الفلسطيني - السوري في أوجه، تبادلَ خلالهُ الطرفان القتل والحرب والمصالحة، من دون أن يُشيرا إلى لبنان حتى برسالة صغيرة، أو أن يتذكرا وجوده من ضمن هذه الأمم المتحاربة حولهُ.

من اللحظة الأولى لا شيء اسمهُ لبنان، أو الدولة اللبنانية حتى في رفع العتب. ولا وجود أيضاً للبناني، إلا إذا كان منضوياً تحت كنفٍ عربي ما. ومنذ اللحظة الأولى أُهيلت عليه تهم العمالة والخيانة والصهيونية. يكاد المشهدُ يتكرر حرفياً اليوم، إذ تبدو الدولة اللبنانية الفريق الأكثر ضعفاً واحتقاراً والأقل نفوذاً. ليس فقط أن الدولة، أو المؤسسة السياسية كلها، عاجزة عن اختيار رئيس للجمهورية، بل إن القضاء اللبناني برمّته عاجز عن إصدار مذكرة توقيف في حق موظف مطلوب من معظم القوى القضائية العالمية.

وُجد لبنان لكي يخوض حروب العالم أجمع، ولم تبقَ طائفة من طوائفه إلا ونكّلت به، وشاركت في نهب موارده، وتراخت أمام إغراءات الفساد، وتنكرت لهُ ولسيادته المفترضة وحقوقه البدهيّة. الذي يقرأ وثائق غسان شربل اليوم سوف يرعبهُ الشبه الرهيب مع جميع المراحل الماضية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن وطنٌ كان ودولةٌ لم تكُن



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 06:33 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

التسويات المعلقة

GMT 06:06 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

ليالى الإسكندرية وليل الساحل

GMT 06:14 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

الوجه السادس للحرب: المجاعة!

GMT 06:07 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

لمن تُقرع الأجراس اليوم؟

GMT 06:10 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

المحنة السودانية!

GMT 06:27 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

شهادة تأثير وقوة ناعمة تُرعب المحتل

GMT 08:39 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

جورج عبدالله بوصفه مستقبل “الحزب”

GMT 10:29 2025 الأحد ,03 آب / أغسطس

هزة أرضية بقوة 3 درجات تضرب نيويورك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab