هوامش

هوامش

هوامش

 العرب اليوم -

هوامش

سمير عطا الله
بقلم- سمير عطا الله

من فوائد المؤتمرات أنها تعرّفك إلى من لم تعرف من قبل، ومن حسناتها أنها تجمعك بمن كنت تعرف. ويأتي الناشئون إلى القاعات وهم في حماس التعرّف إلى القدامى. وفي الماضي كانوا يأتون ومعهم فضولهم وأسئلتهم، والآن يأتي الكبار والصغار ومع كل واحد منهم هاتفه فائق الذكاء، الذي يصوّر ويسجل ويترجم ويغني ويذكّرك بموعد تناول دواء الضغط.
في المنتدى الإعلامي في الرياض أخيراً، كان الشباب كثيرين. وكذلك الشغف والحماس والرغبة في إظهار ما توصلوا إليه من معارف وعلوم وقراءات ونجاحات. وهواتف ذكية. وكان أحدهم يحمل ستوديو كاملاً مكتملاً كأنك في قناة دولية. وعندما ينتهي التسجيل يطوي القناة برمّتها في علبة صغيرة. ويمضي.
أو بالأحرى لا يمضي، ولا يقبل اعتذاراً ولا سبباً، وسوف يعود في اليوم التالي، وما يليه، لإكمال المقابلة لأن «الملايين» من متابعيه ينتظرون الأجوبة. وفي أحد الأيام التالية حدث عطل في «الاستوديو»، وتوقف التسجيل، فشعرت بشيء من الانفراج لأنني على موعد. لكن الشاب صاحب الاستوديو استمهلني دقيقتين. اعتقدت أنه سيطلب مساعدة أحد الفنيين. إلا أنه ابتعد قليلاً في البهو ثم عاد وأدار الكاميرا، وتنفس الصعداء، وخبط بيديه على صدره قائلاً: مشي الحال. نستأنف التسجيل.
شعرت بارتباك. سألته كيف أصلح هذه الآلة المعقدة؟ حمد وشكر من جديد وأجاب: دعاء خاص عمي سمير.
الظاهرة الأخرى في أروقة المنتدى كان شاباً أصغر سناً من «الاستوديو» بكثير. كان موسوعة حقيقية، وكان يريد أن يتلوها كلها عليّ. حاولت إقناعه بالاكتفاء بالجزء الأول، فتظاهر بالموافقة، لكنه ما أن انتهى من حرف الألف حتى قفز إلى الياء بسرعة السنجاب.
وكلما شعر أنني مندهش لذاكرته ومعارفه واعتزازه بنفسه، قفز حرفين معاً. وعندما وصل إلى تقاطع موسيقي أشهر من «الألفباء»، توقف سائلاً: هل تفضل بيتهوفن أم موتسارت.
لاحظ أنني لم أنبهر كثيراً. قلت له، يا بني، عندما كنت في مثل سنك، كنا نستخدم أسلوباً آخر في إظهار معرفتنا بالموسيقى الكلاسيكية. تقول لسامعك مثلاً: كنت من معجبي بيتهوفن، أما الآن، فأصبحت أحب شوبان. فيسـألك الآخر «ومن يكون شوبان؟» فتصمت. أنت أيضاً لا تعرف من يكون؟
غير أن فوائد المؤتمرات والمنتديات مثل فوائد السفر نفسه. تقدم لك صورة جديدة عن البلد، وصورة إضافية عن الناس. وصورة عن مدى تخلفك: العالم كله في هاتف، وأنت في عصر الجرس.

   

 

arabstoday

GMT 12:44 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

رائحة رمضان

GMT 12:43 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

قراءة (خارج المقرر)!

GMT 12:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

قصة الطفل شنودة

GMT 12:21 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

الصيام.. سبيل الخلاص

GMT 12:19 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

توثيق الطلاق انتصار للمرأة المصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوامش هوامش



دينا الشربيني تتألّق بإطلالات شبابية جذّابة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:43 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نفوق "جورج العملاق" أطول كلب في العالم

GMT 19:08 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص جراء إعصار "آفا" في مدغشقر

GMT 04:58 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

صحيفة "لوس أنغلوس تايمز" تتعرض الانتقادات من رواد "تويتر"

GMT 08:38 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان الموبايل

GMT 17:27 2018 السبت ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يعلن تنظيم كأس الأمم 2019 بين مصر وجنوب أفريقيا

GMT 00:57 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

لطيفة تُعرب عن سعادتها بنجاح ألبوم "فريش"

GMT 05:40 2016 الإثنين ,25 تموز / يوليو

قمة النصف يوم وقراراتها المسبقة

GMT 06:06 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

«جماهيرية» ترامب التي تطرح على العالم تصوّراً يستحيل فرضه

GMT 05:50 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

تفاهم روسي - أميركي - تركي يكبح إيران؟

GMT 04:07 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

«الإخوان» تقود الدولة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab