خالف تُعرف

خالف.. تُعرف

خالف.. تُعرف

 العرب اليوم -

خالف تُعرف

بقلم - سليمان جودة

تتصرف المجر سياسيًا بمنطق أقرب ما يكون إلى مبدأ «خالف تُعرف»، وهى تفعل ذلك خلال حركتها داخل الاتحاد الأوروبى الذى تتمتع بعضويته، ولا فرق بعد ذلك بين أن يكون تصرفها متصلًا بالحرب على غزة، أو يكون متعلقًا بالحرب الروسية الأوكرانية!. ففى ١٩ من هذا الشهر دعا الاتحاد إلى اجتماع للدول الأعضاء فى مقره فى بروكسل، وكان الموضوع المطروح على طاولة الاجتماع هو ضرورة أن تشهد غزة «هدنة إنسانية فورية» وكانت نتيجة التصويت موافقة ٢٦ دولة من بين الدول الأعضاء السبع والعشرين!.

ولم تكن الدولة الوحيدة المعترضة إلا المجر.. ورغم أن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد، أخفى اسمها عندما تكلم مع الإعلام عن حصيلة الاجتماع، إلا أن الاسم سرعان ما تسرب وصار على كل لسان.. وليس معروفًا إلى الآن سبب اعتراضها على الهدنة فى حرب قتلت ٢٩ ألفًا من الفلسطينيين، إلا أن موقفًا سابقًا لها هى نفسها يمكن أن يشرح الموضوع.

الموقف السابق كان عندما دعا الاتحاد إلى اجتماع منذ فترة، وكان البند الوحيد فيه هو الموافقة على عقوبات اقتصادية قررت الدول الأعضاء فرضها على روسيا، بسبب حربها على أوكرانيا التى تبدأ عامها الثالث فى صباح الغد.

فى الاجتماع اعترضت المجر كما فعلت بالضبط أثناء الاجتماع الخاص بغزة، ولما جرى التصويت على العقوبات ضد روسيا للمرة الثانية اعترضت من جديد، وحين سألوا الرئيس المجرى عن السبب قال إن الاتحاد كان قد وعد بلاده بمبلغ من المساعدات، وأن المبلغ المقرر لم يصل منه إلى المجر إلا القليل!.. وفى اجتماع لاحق تحدثت قيادة الاتحاد فى العاصمة البلجيكية عن دفع جانب كبير من المساعدات للمجر من أجل ضمان موافقتها على ما تريده الدول الأعضاء!.

وإذا كانت حكاية المساعدات المتأخرة تصلح مبررًا معقولًا فى حالة العقوبات على روسيا، فما هو يا ترى المبرر المقنع فى حالة الهدنة الإنسانية الفورية المطلوبة فى غزة؟.

بقليل من التفكير يتبين لنا أن المجر إذا كانت فى التصويت على العقوبات، قد اختارت الوقوف مع الطرف المعتدى فى الحرب الروسية الأوكرانية، فهى قد اختارت الوقوف إلى جوار المعتدى فى الحرب على قطاع غزة أيضًا.. فالروس هناك هم المعتدون، والإسرائيليون هنا هُم كذلك المعتدون.. وهكذا يتضح أن المجر تنتصر للمعتدى فى الحالتين، وأن مبدأ «خالف تُعرف» لا يكفى وحده للشرح والتفسير.

arabstoday

GMT 00:44 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 00:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 00:36 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالف تُعرف خالف تُعرف



بلقيس تتألق في صيحة الجمبسوت وتخطف الأنظار

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:34 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة
 العرب اليوم - نصائح لتنسيق إكسسوارات عيد الأضحى بكل أناقة

GMT 13:10 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السودان يواجه مخاطر أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود
 العرب اليوم - السودان يواجه مخاطر أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود

GMT 08:40 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة
 العرب اليوم - منصة "إكس" تمنح المشتركين ميزة التحليلات المتقدمة

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

GMT 12:01 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

أرسنال يعلن عن وفاة نجمه السابق كامبل

GMT 03:57 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

قصف روسي على مدينة بولتافا الأوكرانية

GMT 02:49 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

جرائم ولا عقاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab