عاش يحتفل بالإنسان

عاش يحتفل بالإنسان!

عاش يحتفل بالإنسان!

 العرب اليوم -

عاش يحتفل بالإنسان

بقلم : سليمان جودة

هذه المرة كان الفائزون على موعد مع اسم جديد، تحمله جائزة أجفند للتنمية البشرية للمرة الأولى فى تاريخها الطويل!.

أما الاسم الجديد فهو: جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية.. وأما كلمة «أجفند» فهى اختصار لكيان تنموى كبير فى الرياض اسمه: برنامج الخليج العربى للتنمية البشرية.. وهو برنامج يديره الأستاذ ناصر القحطانى بكفاءة.. وكان الأمير طلال بن عبد العزيز قد أسسه عام ١٩٨٠، فلما رحل الرجل، فى العام الماضى، كان الواجب الأقل أن تحمل الجائزة اسمه من بعد رحيله، لعلها تعيد تذكير الناس بأن رجلاً قد مر ذات يوم من هنا، وأنه عاش، يرحمه الله، يهتم بالإنسان من حيث هو إنسان، وأنه كان قد قضى حياته يعتقد أن عقله كأمير يجب أن يكون فيه نصيب معلوم للفقير!.

وقد أمضى سنوات عُمره الأخيرة يُنشئ بنوكاً للفقراء فى أكثر من عاصمة، وكان يتمنى لو أنشأ لهم بنكاً فى القاهرة، لولا أن عقبات بيروقراطية قد وقفت فى الطريق!.. ولأن الجائزة دولية، فإنها تبحث عن مستحقيها فى أى أرض.. فلا يهمها لون حائزها، ولا جنسيته، ولا ديانته.. ولأنها تذهب إلى ملف التنمية البشرية بشكل مباشر، فإنها تكافئ الذين يمنحون جانباً من وقتهم للاهتمام بالإنسان!.

وهذا العام توزعت الجائزة على أربع دول: مصر، كينيا، رواندا، ثم أفغانستان.. وكانت الكاتبة الكبيرة نوال مصطفى هى التى فازت بها.. وكانت وراء جائزتها قصة تستحق أن تُروى!.

ففى بدايات حياتها العملية فى مؤسسة أخبار اليوم، ذهبت إلى سجن القناطر تحقق صحفياً فى قضية مخدرات، وهناك سمعت أطفالاً يصرخون فى أرجاء المكان، فلما سألت عرفت أنهم أبناء سجينات، وأنهم يقضون سنوات من أعمارهم مع الأمهات فى الزنازين، فعادت من القناطر تسأل نفسها: كيف السبيل إلى عمل شىء من أجل هذه الزهور البريئة الصغيرة؟!.

عادت وفى داخلها فكرة تحولت فى مرحلة لاحقة إلى جمعية لرعاية أبناء السجينات.. وفى مرحلة تالية رفعت شعاراً للجمعية كان- ولا يزال- يقول: فرصة أخرى للحياة.. وكان معنى الشعار أن كل امرأة واجهت الحبس فى أى يوم تظل صاحبة حق فى أن يمنحها مجتمعها فرصة أخرى!.

وكان تقديرها أن السجينات لسن فقط نساء مهمشات، ولكنهن نساء منسيات، فإذا وجدن اهتماماً من أى جهة، فهو اهتمام بإنسان له حق فى العيش الكريم!.

وعندما وقف الأمير عبد العزيز بن طلال يصافحها ويسلمها الجائزة، كان فى الحقيقة يصافح كل سجينة ساء حظها فى الدنيا، وكان يضع يده على جبين كل طفل شاء له حظه أن يصرخ خلف الأسوار!.

arabstoday

GMT 18:42 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

المخادعون

GMT 18:40 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«النتيتة» والصواريخ وفيتامينات الشرح

GMT 19:29 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

المعايير الأمريكية بين غزة والسودان

GMT 19:11 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

العقاد يبيع مكتبته

GMT 19:05 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

درس «خصوصي»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش يحتفل بالإنسان عاش يحتفل بالإنسان



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
 العرب اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 15:31 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

شهداء وجرحى في قصف جوي إسرائيلي على قطاع غزة

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 6.4 درجة يضرب جنوب غرب اليابان

GMT 19:19 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

مصرع وإصابة 102 شخص في أفغانستان جراء الفيضانات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab