مليون عدًّا ونقدًا

مليون عدًّا ونقدًا

مليون عدًّا ونقدًا

 العرب اليوم -

مليون عدًّا ونقدًا

بقلم - سليمان جودة

تفكر الحكومة فى منح حافز مادى للأسرة التى تكتفى بطفلين، وإذا صح أنها تفكر فى هذا الاتجاه، فستكون هذه هى المرة الأولى التى نتعامل فيها مع الموضوع من مدخله العملى المناسب.

وقد ثبت حتى اللحظة أن كل الحلول السابقة لم يكن لها أى مردود فى ضبط الزيادة السكانية، فلا الحملات الإعلامية جاءت بنتيجة يمكن أن تكون ملموسة فى موضوعها، ولا حتى الخُطب التى سمعها الناس فى المساجد قد أدت إلى شىء محسوس.

ومن الممكن أن يتحقق بالحوافز المادية ما لم يتحقق بالحملات الإعلامية ولا بالفتاوى التى ألقاها علماء الدين من فوق المنابر على الناس.

إن دولًا فى العالم تعانى من نقص فى السكان، ومن تناقص يتزايد فى أعداد مواطنيها.. لم تجد غير طريق الحوافز المادية عندما اكتشفت أن عليها أن تغرى أبناءها بالمزيد من الإنجاب.. وفى أغسطس ٢٠٢٢ رصد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مليون روبل لكل أسرة تنجب عشرة أطفال.

ورغم أن سكان روسيا فى حدود ١٤٠ مليونًا، إلا أن هذا العدد قليل بالقياس إلى مساحة الأراضى الروسية وموارد البلاد، وربما هو قليل بالنسبة للطموح الروسى فى مكانة سياسية محددة بين الأمم.

وقد أدركت الحكومة فى موسكو أن الزيادة التى تريدها لن تتحقق بالمجان، وأن معدل الزيادة القائم لن يتغير ولو ظلت تدعو الناس إلى إنجاب المزيد من الأطفال من هنا إلى ما شاءت من السنوات، ولذلك ذهبت إلى الهدف الذى تسعى إليه من أقصر طريق.

ورصدت جائزة مليونية لكل أسرة يصل عدد أطفالها إلى عشرة، وكانت الجائزة هى مليون روبل عدًّا ونقدًا، وليست جائزة فى صورة خدمات عامة قد تحصل عليها الأسرة فى التعليم أو فى الصحة على سبيل المثال.

وإذا كان المليون روبل سيحقق الهدف هناك، فالمعنى أن الحوافز المادية قادرة ومغرية بما يكفى، وأنها مختلفة عن كل ما عداها من أساليب الإقناع.. ولابد أن الحافز الذى سيدفع الأسرة إلى الإنجاب فى روسيا سعيًا وراء الجائزة المرصودة يمكن هو نفسه أن يدفع الأسرة عندنا إلى الاكتفاء بطفلين، إذا ما كان الحافز الذى ستعلنه الحكومة مغريًا كما هو فى الحالة الروسية.

إما أن تعرف الحكومة كيف توظف موارد البلد بالطريقة التى تكفل حياة كريمة للمواطنين، وإما أن تضبط عدد السكان على قدر الموارد.. ولا يوجد حل آخر يمكن اعتماده. وإذا اختارت الحل الثانى، فربما يحقق الحافز المادى ما لم يحققه سواه.. وهو سيحقق نتيجة بالتأكيد إذا كان مغريًا، وإذا درسنا منطق الحافز الروسى ووضعناه فى الحساب.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مليون عدًّا ونقدًا مليون عدًّا ونقدًا



النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:59 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

خليج القمم من الرياض إلى بغداد

GMT 00:17 2025 الأحد ,18 أيار / مايو

تقرير من الرياض (1)

GMT 11:01 2025 السبت ,17 أيار / مايو

خليج القمم من الرياض إلى بغداد

GMT 17:30 2025 الخميس ,15 أيار / مايو

ياسمين رئيس تشارك يسرا بطولة «الست لما»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab