نصف جُملة أمريكية

نصف جُملة أمريكية

نصف جُملة أمريكية

 العرب اليوم -

نصف جُملة أمريكية

بقلم: سليمان جودة

كان من الممكن أن نعلق آمالًا عريضة أو حتى غير عريضة على حديث ترامب عن سد النهضة، لولا أنى لا أجد ما يجعل لمثل هذه الآمال أى مساحة لعدة أسباب.

السبب الأول أن ترامب عوّدنا منذ دخل البيت الأبيض للمرة الثانية فى آخر يناير، على أنه لا يخطو خطوة واحدة إلا بمقابل مادى يعود على بلاده أو على إسرائيل. كانت هذه هى طريقته منذ عاد إلى السلطة ولا تزال، ولا يوجد شيء يجعل حديثه عن السد استثناءً مما اعتاد أن يفعل. وإذا كان قد تكلم عن عزمه على السعى لإيجاد حل يمنع عنا ضرر سد النهضة، فهو لم يذكر لماذا يرغب فى ذلك ولا المقابل المطلوب منا؟ أو هو كمن نطق نصف الجملة ثم سكت عن النصف الآخر.

والسبب الثانى أن للرئيس الأمريكى ستة أشهر فى موقعه، ومع ذلك فلم تظهر عليه أى علامات للاهتمام بموضوع السد طوال الأشهر الستة إلا الآن.. والسؤال بالتالى هو: لماذا الآن؟

والسبب الثالث أن ترامب كان فى السلطة من قبل لأربع سنوات، وكان موضوع السد مثارًا بقوة وقتها، ولكن إدارته لم تقدم شيئًا فى اتجاه الحل الذى يأتى هو اليوم ليكلمنا عنه. صحيح أن إدارته نشطت فى سنواته الأربع السابقة فى الاهتمام بالقضية، وصحيح أنه هو نفسه دعا إلى لقاء فى مكتبه جمع وزراء الخارجية والرى فى مصر والسودان وأثيوبيا، وصحيح أننا لا نزال نذكر صورته فى اللقاء بينما وزراء الدول الثلاث متحلقون حوله، لكن الحقيقة أن هذا كله لم تكن له أى حصيلة عملية.

أما لماذا لم تكن له حصيلة عملية؟ فلأن الواضح وقتها وبعدها أن الولايات المتحدة تميل فى الغالب إلى «إدارة» القضايا التى تتعرض لها أكثر مما تعمل على تقديم حل لها، وهذا أسلوب مفضل لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة تجاه الكثير من القضايا فى العالم، وليس أسلوبًا مع قضية سد النهضة وحدها، اللهم إلا إذا رغبت الإدارة فى حل القضية التى تجدها بين يديها بدلًا من مجرد إدارتها.

والسبب الرابع أن الرئيس الأمريكى إذا كان يقول إن بلاده شاركت فى تمويل السد، وأنها مسؤولة عن المشكلة الحالية بقدر مشاركتها فى التمويل، فالحقيقة أن مسؤولية أمريكا سابقة على ذلك، لأن تصميمات السد جرت أمريكيًا فى الخمسينات من القرن الماضى، ولهذا، فالمسؤولية التى يتحدث عنها ترامب بالنسبة لبلاده مسؤولية مضاعفة فى حقيقة الأمر.

السبب الخامس أن الرئيس الأمريكى لا يتوقف منذ عاد للبيت الأبيض عن قول الشيء وفعل عكسه، أو قول الشيء اليوم ثم العودة عنه فى الغد، وهذا ما يدعونا إلى أن نستقبل كلامه دائمًا بالكثير من التوجس والحذر.

 

arabstoday

GMT 08:53 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

يوم فى المكتبة

GMT 08:38 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

حلوة الطائفية؟

GMT 08:28 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

إيران بين الداخل والخارج

GMT 08:25 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

جائزة نوبل!

GMT 08:22 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

بيبو ممثلًا!

GMT 08:19 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

الخلاص ..!

GMT 08:17 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

الدروز!

GMT 08:15 2025 الأحد ,20 تموز / يوليو

اللاحرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف جُملة أمريكية نصف جُملة أمريكية



هيفاء وهبي تمزج الأناقة بالرياضة وتحوّل الإطلالات الكاجوال إلى لوحات فنية

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 19:50 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
 العرب اليوم - حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك

GMT 04:41 2025 الأربعاء ,16 تموز / يوليو

الذهب يصعد ترقبًا لبيانات التضخم الأميركية

GMT 16:35 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ميانمار تتعرض لزلزال شدته 3.7 درجة

GMT 18:33 2025 الخميس ,17 تموز / يوليو

ترامب يعتزم إبلاغ 150 دولة بفرض رسوم جمركية 15%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab