روبوت فى المطار

روبوت فى المطار

روبوت فى المطار

 العرب اليوم -

روبوت فى المطار

بقلم: سليمان جودة

فى استراحة مطار جدة رأيت الروبوت يحمل زجاجات الماء ويطوف بها بين الحاضرين، وتابعته وهو يتجول من ركن إلى آخر فى أرجاء الاستراحة، وكأنه يعرف طريقه جيدا فلا يخطئه أبدا، وهو يقطع خطواته فى هدوء.. وكان الذين يشاهدونه للمرة الأولى يتابعونه فى دهشة وربما فى ذهول، لأنهم لم يتوقعوا أن يأتى يوم يمر فيه عليهم الروبوت بما يحبون!.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى أراه يتحرك بين الناس، لكنها المرة الأولى التى أنتبه فيها إلى أن هذا الروبوت الذى لا يتوقف عن الحركة، قد حل فى محل إنسان كان يقوم بالمهمة ذاتها إلى وقت قريب!.. ففى مطارات أخرى لايزال فى إمكانك أن ترى عمالا من لحم ومن دم يحملون زجاجات الماء ويدورون بها بين الركاب.

وفى مناسبة قريبة كنت مع آخرين فى مكان مجهز بالتكنولوجيا العالية، وكانت الروبوتات الحديثة من بين تجهيزاته، وكان كل واحد منا إذا أراد شيئا يشربه، فإنه لا يفعل شيئا سوى أن يضغط على زر أمامه بما يريده، ولم يكن وقت طويل يمضى حتى يجد صاحب الطلب أن جهاز الروبوت قد أقبل من بعيد وهو يتهادى ويحمل إليه ما يطلبه.. وتحول الأمر يومها إلى فُرجة بيننا أكثر منه أى شىء آخر!.

والكلام لا يهدأ من فترة عن الذكاء الاصطناعى، ولا عن عواقب عدم وضع قيود على عمليات تطويره المتواصلة، لأن عمليات التطوير التى لا تتوقف يمكن أن تذهب إلى حد الإضرار الحقيقى بالعالم.. وهناك مَنْ يرى أن العواقب يمكن أن تتسبب فى كوارث لا مجرد أضرار محدودة هنا أو هناك.

وإذا كان الروبوت شكلا من أشكال الذكاء الاصطناعى، فما أتوقف عنده هنا ليس الأضرار ولا الكوارث التى يمكن أن تؤدى إليها عمليات التطوير غير المحسوبة، لكنى أتكلم عن الوظائف التى يزاحم فيها الروبوت أبناء الإنسان.

وهكذا أصبحت المشكلة مع الروبوت مشكلتين: واحدة جديدة تتعلق بالتطوير غير المحسوب فى المجال، وما يمكن أن يجرنا إليه، وأخرى قديمة تتصل بالوظائف التى يخصمها الروبوت من بين قائمة من الوظائف كانت متاحة للناس.

تأملت الروبوت وهو يروح ويجىء فى المطار ولا يصطدم بشىء وهو يشق طريقه، وتساءلت عن المدى الذى يمكن أن يذهب إليه وهو يزاحم الإنسان وينافسه؟!.

وربما يأتى يوم يصبح فيه حالنا مع الروبوت أقرب ما يكون إلى حال الرجل الذى عاش يعلم واحدا من تلاميذه أصول الرماية.. وعندما انقلب عليه تلميذه وقف نادما يقول: فلما اشتد ساعده رمانى

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت فى المطار روبوت فى المطار



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

تغيير في المزاجين الأميركيّ والعربيّ

GMT 07:25 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الدولة الفلسطينية!

GMT 09:27 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

السعودية والنهوض بسوريا وفلسطين

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

عبدالناصر ومشروعه.. الصراع على المستقبل

GMT 10:40 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

جيرونا يضع شرطين لضم روميو مدافع برشلونة

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

أن تعمل مع بدر عبدالعاطي

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

منتخب النخبة التاريخي في كرة القدم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

النفط وتسعير مشتقاته أحجية أردنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab