لو سألوا الأمين العام

لو سألوا الأمين العام

لو سألوا الأمين العام

 العرب اليوم -

لو سألوا الأمين العام

بقلم: سليمان جودة

كان الإمام الشافعى ثالث الأئمة الأربعة من حيث ترتيبهم الزمنى، وكان الإمام مالك فى الترتيب الثانى، وكان الشافعى يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن أهله خذلوه.

وكان الليث يعيش فى مصر، وكان معنى حديث الشافعى عنه أن الفقه عنده أقوى من فقه مالك، ولكن المشكلة كانت أن أهل الليث وأصحابه خذلوه، فلم ينشروا أفكاره، ولا ساعدوه على أن تنتشر آراؤه بين الناس، فعرفنا الإمام مالك ولم نعرف الليث.

ومن الفقه إلى السياسة، نكتشف أن خذلان أهل الليث فى زمانه يقابله خذلان أهل السياسة فى ليبيا فى زماننا، وأن كارولين هورندال، السفيرة البريطانية فى طرابلس، قد وضعت يدها على هذا المعنى، فقالت فى حوار لها مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: قادة ليبيا خذلوها!.

وقد خذلوها عندما انقسموا، فأصبحنا نجد أنفسنا أمام حكومتين: واحدة فى شرق البلاد يقودها فتحى باشاغا، وأخرى يترأسها عبدالحميد الدبيبة فى العاصمة طرابلس غرب البلاد.. وفى الفترة الأخيرة زاد الانقسام حدة، فبدأنا نطالع أخبارًا عن تقارب بين الدبيبة والمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى، وعن تقارب آخر فى المقابل بين عقيلة صالح رئيس البرلمان، وخالد المشرى، رئيس مجلس الدولة الأعلى.. وكلاهما أقرب إلى باشاغا منهما إلى الدبيبة.

وقبل أيام، دعت حكومة الدبيبة إلى اجتماع لوزراء الخارجية العرب فى طرابلس، فأوقعت نفسها فى حرج سياسى بلا حدود.. فالاجتماع لم يحضره سوى سبع دول عربية من بين ٢٢ دولة.. وحتى الدول السبع لم تكن سواء فى مستوى التمثيل، فحضر عن بعضها ممثلون أقل من وزير.

والذين غابوا لم يغيبوا عن موقف ضد حكومة الدبيبة فى حد ذاتها، ولكن لأن البرلمان هو الذى جاء بحكومة باشاغا، وبما أنه برلمان منتخب، فمن الطبيعى أن تكون الشرعية للحكومة التى سماها.. لا للحكومة الأخرى.. وبدلًا من أن تعترف نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية فى حكومة الدبيبة، بأن الحكومة التى تنتمى إليها قد أخطأت بدعوتها إلى الاجتماع، فإنها راحت تغمز وتلمز فى الدول التى غابت، ثم راحت تتهم أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، بأنه خذل ليبيا عندما غاب عن الحضور، وأنه تضامن مع الذين غابوا واصطف معهم، وأنه اتخذ موقفًا منحازًا ضد ليبيا.

ومن سياق ما حدث ويحدث فى الملعب السياسى الليبى، يستطيع المتابع أن يرى أن أمين عام الجامعة لم يخذل بلد العقيد، ولم يتخذ موقفًا منحازًا، ولكن ساستها خذلوها ولا يزالون.. ولو سألوه لقال: إننى قد أحب حكومة الدبيبة، ولكنى أحب ليبيا أكثر.

 

arabstoday

GMT 11:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 10:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 10:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 10:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 04:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو سألوا الأمين العام لو سألوا الأمين العام



GMT 15:32 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب
 العرب اليوم - ملك الأردن يأمر بإجراء انتخابات مجلس النواب

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 18:03 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
 العرب اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في شمال قطاع غزة

GMT 08:50 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله بجنوب لبنان

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 09:16 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حرائق في منشآت طاقة روسية بعد هجمات أوكرانية

GMT 18:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

أيهما أخطر؟

GMT 18:13 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

العرب واليونسكو

GMT 20:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مصر تنفي أي نقاش مع إسرائيل بشأن خطط اجتياح رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab