شيطان التفاصيل

شيطان التفاصيل

شيطان التفاصيل

 العرب اليوم -

شيطان التفاصيل

بقلم - سليمان جودة

في ٢٤ فبراير من السنة الماضية، أطلق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عمليته العسكرية في أوكرانيا، وقد شاء أن يسميها عملية، ولم يشأ أن يسميها حربًا، ولا يزال يسميها هكذا.

وعلى مدى ما يقرب من ٢١ شهرًا انقضت على بدء عمليته، كان كلما سألوه عن السقف الذي ستتوقف عنده هذه العملية، رد فقال إنها ستتوقف عندما تحقق أهدافها.. ولم يكن بالطبع يقول ما هي بالضبط هذه الأهداف، التي لا يعرفها فيما يبدو إلا هو.

ومن ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ إلى اليوم استبدت الحيرة بالمتابعين، الذين ظلوا على طول هذه الشهور يحاولون معرفة الأهداف التي يقصدها القيصر الروسى ولا يكشف عنها.. ولكن كل محاولة من جانبهم كان مصيرها الفشل الذريع، وكانوا كلما أعادوا المحاولة لم يكن حظ المحاولة الجديدة بأفضل من حظ التي سبقتها.

وهكذا كان على الذين يتابعون العملية العسكرية من بدايتها أن يأخذوها في مجملها، وألا يبحثوا عن تفاصيل فيها، لأنه لا توجد تفاصيل فيها تقريبًا، ولأن هذه التفاصيل إذا كانت موجودة، فالقيصر يستأثر بها ولا يبوح بها لأحد!.. وكان لا بد أن تطول العملية كل هذه الشهور، وأن تكون مرشحة لأن تطول أكثر وأكثر، لأن التفاصيل التي يمكن أن يدور حولها النقاش غائبة أو مغيبة!. ومن العملية الروسية في أوكرانيا، كما يسميها صاحبها، أو الحرب الروسية- الأوكرانية، كما يسميها العالم، إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعد هجوم السابع من أكتوبر، ثم قال إنها لن تتوقف حتى تحقيق النصر!.. قال هذا في بدايتها وكرره، ثم عاد يقوله بعد انتهاء هدنة الأيام السبعة.

ومن قبل كان قد أطلقه، ثم راح يؤكد عليه وهو يزور القطاع في ثالث أيام الهدنة، التي بدأت في ٢٤ نوفمبر، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عنه ما قاله عن أن الحرب ماضية إلى غايتها في مرحلة ما بعد الهدنة حتى تحقيق النصر!.

وكما أن بوتين لم يذكر شيئًا عن حقيقة أهدافه من وراء عمليته، فرئيس وزراء إسرائيل يفعل الشىء نفسه ولكن على طريقته، فلا يقول ما هو بالضبط معنى النصر أو حدوده في تقديره، ولا ينتبه إلى أنه قضى ٤٩ يومًا يضرب النساء والأطفال والمدنيين عمومًا في القطاع دون رحمة، وبغير أن يحرز نصرًا يُذكر بالمعنى الذي نفهمه للنصر!.

لا تفاصيل معلنة عن «أهداف» للقيصر من وراء عمليته، ولا تفاصيل معلنة أيضًا عن معنى «النصر» الذي يريد نتنياهو تحقيقه في غزة.. لا تفاصيل هنا ولا تفاصيل هناك.. والشيطان كما نعرف يكمن في التفاصيل، وربما لهذا السبب يتجنب الإثنان الكشف عنها، لا لشىء، إلا لأنه لا تفاصيل لديهما في الحقيقة.. وقد عانى خلق كثيرون هنا في غزة وهناك في أوكرانيا، وكانت المعاناة من وطأة الشيطان الذي يتخفى وراء اللا تفاصيل في الحالتين.

arabstoday

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 03:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

GMT 03:20 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

من هو (موسيقار الأجيال الحقيقي)؟!

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هل من نجاة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيطان التفاصيل شيطان التفاصيل



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 18:08 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

حزب الله يدخل أسلحة جديدة في معركته ضد إسرائيل

GMT 23:54 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

آسر ياسين يكشف تفاصيل أعماله الجديدة

GMT 02:34 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

انتهاء ظاهرة النينيو المناخية بشكل رسمي

GMT 02:59 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

استهداف 3 منازل في غزة وسقوط شهداء بينهم أطفال

GMT 11:16 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

وفاة السيناريست السوري فؤاد حميرة

GMT 10:23 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

كريستال بالاس يضم المغربي شادي رياض لمدة 5 سنوات

GMT 22:02 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإعلامية هالة سرحان تعلق على واقعة عمرو دياب

GMT 12:11 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

3 قتلى من جنود الاحتلال عقب تفجير ناقلة في غزة

GMT 23:12 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سنوات يوسف العجاف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab