شجاعة حارس مرمى

شجاعة حارس مرمى

شجاعة حارس مرمى

 العرب اليوم -

شجاعة حارس مرمى

بقلم: سليمان جودة

مسؤول كبير سابق كان كلما تكلم نصب الفاعل ورفع المفعول به، وكان يفعل ذلك فى كل مناسبة عامة يتكلم فيها، وكان يسىء إلى لغته العربية ويهينها أبلغ إهانة، وكان يكرر أخطاءه اللغوية الفاحشة وكأنه لم يمر على مدرسة مصرية فى حياته.

ولا يزال ١٨ ديسمبر من كل سنة يوافق يوم اللغة العربية العالمى، وهو اليوم الذى كانت الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة قد قررت فيه أن تكون العربية واحدة من اللغات المستخدمة رسميًّا داخل المنظمة.. حدث هذا فى عام ١٩٧٣، وكأن ذلك العام قد شهد انتصارين لنا فى سنة واحدة: انتصار على الجبهة فى أكتوبر شهر النصر، وآخر فى ديسمبر شهر الانتصار للغة القرآن!.

ومن العيب جدًّا أن تكون اللغة العربية غريبة بين أهلها، وأن يأتى مسؤول هنا أو مسؤول هناك ليتحدث بها، فيحطم قواعدها الأساسية التى لا يجوز أن يخطئ فيها طالب ابتدائى.. وقد تمنيت لو أن مسؤولينا من هذه النوعية امتلكوا درجة من الغيرة على لغتهم الأم، تشبه الغيرة التى امتلكها ياسين بونو، حارس مرمى منتخب المغرب فى مونديال قطر.

كان بونو قد وقف يتحدث مع الصحفيين بعد الانتصارات التى حققها منتخبه فى كأس العالم، ولكن صحافة العالم الملتفة حوله فوجئت به يتكلم بالعربية، فلما نبهه بعض المحيطين به تمسك بلغته، ورفض الحديث بغيرها، وأصر على أن يكون حديثه بها وحدها.. ولم يفعل هذا فقط، ولكنه خاطب الواقفين جميعًا وقال فى شجاعة: ليست مشكلتى أنكم لا تعرفون العربية.. ليست مشكلتى.. ليست مشكلتى!.

قالها وكررها مرات هكذا، ثم استكمل كلامه بعربيته الواضحة القوية، ومن بعدها انصرف تاركًا وراءه الذين لم يفهموا لغته يضربون يدًا فى يد، ويسألون الذين يفهمونها عن مجمل ما قال فى حديثه، وعن المعانى التى تناولها وتطرق إليها!.

كان فى مقدور بونو أن يتكلم الفرنسية بالتأكيد، لأنه لا يوجد إنسان فى المغرب إلا ويتقن الفرنسية كما يتقن العربية، ولكنه تمسك باللغة التى تعبر عن شخصيته، وباللغة التى هى جزء من تكوينه، وباللغة التى هى قطعة من وجدانه، ولذلك حصل موقفه على كل الإعجاب، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعى عباراته وهو يوبخ الذين كانوا يلومونه على أنه لا يتحدث مع الصحافة بلغة أجنبية.

ومن المصادفات أن واقعة بونو حدثت قبل أيام من يوم اللغة العربية العالمى، وكأن توبيخه لم يكن للذين لا يعرفون العربية ممن حضروا مؤتمره الصحفى، وإنما كان التوبيخ للمسؤولين من أبناء اللغة أنفسهم، الذين يدوسون فوقها فى كل مرة يتحدثون بها فى أى مناسبة!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجاعة حارس مرمى شجاعة حارس مرمى



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
 العرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 16:15 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 10:58 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 10:01 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

سجن إلهام الفضالة بسبب تسجيل صوتي

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمير هاري يبعث رسالة خاصة لأبناء بلده من كاليفورنيا

GMT 04:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير إسرائيلي يدعو لمناقشة تعاظم قوة الجيش المصري

GMT 22:11 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 05:00 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تعلن تسلمها رفات رهينة ونقله إلى معهد الطب الشرعي

GMT 10:13 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار جديد يعيد للأسنان التالفة صحتها دون الحاجة إلى جراحة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab