كان إذا تكلم

كان إذا تكلم

كان إذا تكلم

 العرب اليوم -

كان إذا تكلم

بقلم - سليمان جودة

فى يومين متتاليين قال الرئيس الروسى عبارة، وقال الرئيس الأمريكى عبارة أخرى، ولكن العبارتين أوقعتا المتابعين فى حيرة كبيرة، لا لشىء، إلا لأن المعنى فيهما عائم غائم كما سوف نرى حالًا.

كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يلقى خطابا بمناسبة بدء ولايته الرئاسية الخامسة فقال كلامًا كثيرًا، ولكن العبارة الأهم فى كلامه كانت أنه تعهد بتحقيق النصر فى الحرب مع أوكرانيا.

والمشكلة ليست فى أن يحقق النصر أو حتى لا يحققه، ولكنها فى معنى النصر عنده، لأنه لم يحدد ماذا يعنى النصر بالنسبة له فى الكرملين؟.. هل يعنى الاحتفاظ بالمناطق الأربع التى ضمها فى الشرق الأوكرانى؟ أم يعنى الاستيلاء على الشرق الأوكرانى كله؟ أم يعنى اجتياح الأراضى الأوكرانية كلها؟.. إن تحقيق أى خطوة من هذه الخطوات الثلاث يظل نصرًا للروس لاشك، ولكن المشكلة أنه لم يذكر أيها بالضبط يمكن أن يكون نصرًا فى نظره؟.. وهذا هو شيطان التفاصيل الذى يظهر على الفور إذا ما غابت المعانى المحددة لما نقوله ونذكره.

وهذا نفسه هو ما كان قد حدث عندما أطلق بوتين الحرب على أوكرانيا فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، لأنه وقتها سماها عملية عسكرية ولم يشأ أن يسميها حربًا، وكان دائم الحديث عن أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى تحقق أهدافها.. ولكنه لم يذكر ما هى هذه الأهداف على وجه التحديد، فكانت النتيجة أن الحرب دخلت عامها الثالث دون سقف زمنى يمكن أن تتوقف عنده فى هذه السنة ولا التى بعدها.

والرئيس الأمريكى جو بايدن قال إنه سيوقف شحنات السلاح عن إسرائيل إذا نفذت اقتحامًا كبيرًا لمدينة رفح فى جنوب قطاع غزة.. هذا كلام جميل أو قد يكون كذلك.. ولكن المشكلة هنا أيضًا أن بايدن لم يذكر ما هو تحديدًا الاقتحام الكبير فى نظر إدارته، ولا قال شيئًا عن الفارق بين الاقتحام الكبير الذى لن يسمح به، وبين الاقتحام الصغير الذى يمكن أن يمرره؟

وبالتالى.. فمن الممكن أن تنفذ إسرائيل اقتحامًا كبيرًا فى الحقيقة، ثم تقول هى أو يقول هو إن ما نفذته اقتحام صغير، وأنه لا يدخل فى نطاق الاقتحامات الكبيرة.

ما أعظم الفيلسوف اليونانى سقراط، الذى كان إذا بدأ الكلام مع أى شخص دعاه أولًا إلى تحديد معنى ما يتحدثان عنه.. أما لماذا كان يفعل ذلك؟ فلأنه من الوارد أن يقصد هو معنى لكلمة معينة، بينما يقصد الطرف الثانى معنى آخر للكلمة نفسها.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان إذا تكلم كان إذا تكلم



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

تغيير في المزاجين الأميركيّ والعربيّ

GMT 07:25 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الدولة الفلسطينية!

GMT 09:27 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

السعودية والنهوض بسوريا وفلسطين

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

عبدالناصر ومشروعه.. الصراع على المستقبل

GMT 10:40 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

جيرونا يضع شرطين لضم روميو مدافع برشلونة

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

أن تعمل مع بدر عبدالعاطي

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

منتخب النخبة التاريخي في كرة القدم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

النفط وتسعير مشتقاته أحجية أردنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab