أيام كمال حسن علي

أيام كمال حسن علي

أيام كمال حسن علي

 العرب اليوم -

أيام كمال حسن علي

بقلم - سليمان جودة

عرفت سعيد الطويل وقت أن كان على رأس جمعية رجال الأعمال، وزرته كثيرا فى مكتبه وفى بيته على النيل، ولم أكن فى ذلك الوقت أتناول أى شأن اقتصادى إلا وكنت أسترشد برأى الرجل.. كان بشوشا لا تفارق الابتسامة وجهه، وكان ناجحا فى أعماله وفى عمل الجمعية، وكان يرحمه الله صاحب رأى صائب فى الكثير من أمور الاقتصاد.

وقد رجعت أذكر تلك الأيام، عندما أعاد تذكيرى بها المهندس رؤوف كمال، أمين عام جمعية خدمات العلوم والتكنولوجيا.. روى لى قصة عمرها أكثر من ٣٠ سنة، وهى تصلح بتفاصيلها لأن تكون تحت أعين الذين يهمهم شأن اقتصادنا فى هذه اللحظة.. لقد أعلنت هيئة الانتخابات فوز الرئيس السيسى بولاية ثالثة، وهذا يجعلنا فى وضع الاستعداد لفترة رئاسية جديدة طولها ست سنوات من العمل الذى لا ترف فيه.

كان ذلك فى ١٩٨٥، وكان سعيد الطويل يرأس جمعية رجال الأعمال، وكانت الجمعية قد قررت الدعوة لمؤتمر يرصد المشكلات الأهم فى اقتصادنا، ثم يضع إلى جوار كل مشكلة حلها العملى.. وما حدث أن الجمعية قبل أن تشرع فى عقد مؤتمرها، خاطبت كمال حسن على، رئيس الحكومة، وطلبت منه أن تكون الحكومة شريكة، وأن تمد يدها وتساعد، وأن تسير الجمعية على طريق المؤتمر مع الحكومة يداً بيد.

ولم يتأخر رئيس الحكومة، وأعطى تعليماته إلى ١٥ وزارة ذات صلة بالقضية لتقدم ما تستطيعه، وجرى الاتصال والتواصل بالفعل بين الطرفين: الجمعية بلجانها من ناحية، والحكومة بوزاراتها المعنية من الناحية الأخرى.

وفى يوم المؤتمر جاء رئيس الحكومة وألقى كلمة، وبدلا من أن يتكلم ثلث ساعة كما كان مقررا له مسبقا، فإنه ترك كلمته المكتوبة واندمج فى حديث مع الحاضرين استغرق ساعة إلا ربعا، وكان كل مشارك قد حضر وأمامه ورقة، وكانت الورقة تضم ست خانات.. كانت ثلاث منها مخصصة للمشكلات الاقتصادية ذات الأولوية التى يراها المشارك، وفى الخانات الثلاث الأخرى مقترحات عملية للحل يشير بها صاحب الورقة.. وكانت طريقة فريدة من نوعها فى التعامل مع الشأن الاقتصادى الذى كان يضغط علينا يومها كما يضغط علينا اليوم.

كانت كل وزارة من الوزارات المشاركة قد رصدت ما تراه من مشكلات فى الجانب الذى يخصها، وكانت الجمعية، بحكم أن يدها فى السوق أكثر، قد راحت تقدم المشكلة ومعها الحل الذى يقضى عليها، وكان الطرفان منخرطين بما يكفى فيما كان الاقتصاد يواجهه من تحديات فى واقع الناس، وكانت هناك رغبة فى العمل وفى طرح الحلول المناسبة.

المفارقة أن بعض ما كنا نتحدث عنه وقتها كمشكلات فى جسد اقتصادنا لايزال كما هو، ولانزال نتكلم عنه ونبحث له عن حلول، وبما أننا فى بدء فترة رئاسية جديدة تماما، فليس مطلوبا ممن يعنيه الأمر اقتصاديا إلا أن يطلب الأستاذ على عيسى، رئيس الجمعية، ويطلب منه أوراق ذلك المؤتمر.. فالجمعية موجودة.. والأهم أن الأوراق موجودة والحلول أيضا.

arabstoday

GMT 00:44 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

القصور تكتظ بهنَّ

GMT 00:41 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

طمأنينة الحج وفسوق السياسة

GMT 00:36 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

أحلام كسرى وفلتات الوعي

GMT 00:32 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

مأساة السودان وثقافة إنكار النزاع الأهلي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام كمال حسن علي أيام كمال حسن علي



الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ العرب اليوم

GMT 18:08 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

حزب الله يدخل أسلحة جديدة في معركته ضد إسرائيل

GMT 23:54 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

آسر ياسين يكشف تفاصيل أعماله الجديدة

GMT 02:34 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

انتهاء ظاهرة النينيو المناخية بشكل رسمي

GMT 02:59 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

استهداف 3 منازل في غزة وسقوط شهداء بينهم أطفال

GMT 11:16 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

وفاة السيناريست السوري فؤاد حميرة

GMT 10:23 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

كريستال بالاس يضم المغربي شادي رياض لمدة 5 سنوات

GMT 22:02 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإعلامية هالة سرحان تعلق على واقعة عمرو دياب

GMT 12:11 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

3 قتلى من جنود الاحتلال عقب تفجير ناقلة في غزة

GMT 23:12 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سنوات يوسف العجاف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab