بقلم : فاروق جويدة
هناك سؤال يتردد اليوم فى كل البلاد العربية: أين ما كان يسمى الأمن القومى العربى؟ هناك اتفاقات والتزامات وعلاقات تاريخية تحكم العلاقات بين الدول العربية عسكريا وأمنيا، وكانت لها بنودها فى مواثيق جامعة الدول العربية. وحين تحررت الدول العربية من الاحتلال الأجنبى كانت حريصة على وضع ثوابت تحكم قضايا الأمن بينها، وكانت هناك دول تحارب من أجل تحرير ترابها الوطنى، وكان فى مقدمة قضايا التحرير قضية فلسطين وتحرير الجزائر والعلاقة مع الكيان الصهيونى.
وكان من الصعب الخروج على وحدة الصف العربى، وتأكيداً لهذه الثوابت شاركت الدول العربية فى مقاومة الاحتلال، وكانت حرب أكتوبر أكبر تأكيد لقضية الأمن القومى العربى، والتى كشفت المشاركة العربية فى الحرب مع إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت توالت الاعتداءات على أوطان عربية، واعتدى على ليبيا، واقتحم الوطن السورى، وأخيراً اكتملت أركان الجريمة فى احتلال غزة وتشريد شعبها وتصفية قضيتها أمام صمت عربى.
إن المواطن العربى يتساءل أمام هذه المشاهد المخزية عن واقع كان يسمى الأمن القومى العربى، وأمام مئات الملايين من العرب تبدو صورة الواقع مظلمة لأمة يبدو أنها خرجت من التاريخ وأصبحت مغلوبة على أمرها.
لقد نسى العالم العربى كل الثوابت التى ربطت بينه وبين محيطه، حتى العلاقات بين شعوبه لم تعد كما كانت واقعاً ومسئولية وتاريخاً.
كان احتلال العراق أول عودة لاحتلال الأرض العربية، ويومها سادت حالة من الصمت، وأمريكا تعيّن حاكماً على دولة عربية، وللأسف إن المشهد يتكرر فى غزة، والرئيس ترامب ينصب نفسه حاكماً لغزة. إن السؤال الذى يتردد الآن: على من يكون الدور؟.