بقلم : عبد المنعم سعيد
استكمالا لتاريخ الأهرام بعد 150 عاما من تأسيسها الأول (سليم وبشارة تقلا) والتأسيس الثانى (محمد حسنين هيكل) والتأسيس الثالث (ابراهيم نافع) فإن عام 2009 شهد بداية تأسيس رابع اعتمد على مجموعة من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أضافت إلى نوابغ الأهرام فى مجالات مختلفة، كان هدفهم انتقال الأهرام إلى صحافة وتكنولوجيا القرن الحادى والعشرين. الهدف كان واضحا ولكن الوصول إليه لم يكن بنفس السهولة، فقد تبين أن المهمة تعتمد على إتقان استخدام الكمبيوتر من جميع أفراد المؤسسة، وتبين أن التقاليد القديمة مستحكمة بشدة، وأن البناء الإدارى يحتاج إلى عمليات استكمال تتناسب مع الرؤية. وكان ذلك ما تم خلال الشهور الثمانية عشر السابقة على ثورة يناير 2011 حيث بدأت عمليات إعادة الهيكلة الإدارية، واستكمال المناصب والمهام الشاغرة، والأهم من ذلك كله كانت أكبر عملية للتدريب عرفتها المؤسسة خاصة فى قطاع التحرير حتى تحولت المؤسسة كلها من شبه الأمية الكمبيوترية إلى محو كامل لها مع مطلع مايو 2011. وبالتوازى مع هذه الخطوات جرت الاستعدادات الهندسية من تصميمات، واستشارات، واستعدادات مختلفة لتزويد الأهرام بمطبعة حديثة تقدم إنتاجها إلى ما يزيد على 3000 نقطة توزيع، وبدأت بالفعل عمليات الإنتاج التليفزيونى المختلفة، والتجهيزات الإذاعية، وإطلاق المواقع الإلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، كما دخل معرض الأهرام للمقتنيات الفنية مراحله النهائية.
كان ذلك ما جرى خلال عام ونصف عام ومحوره وضع المؤسسة على طريق التحول من مؤسسة صحفية إلى أخرى إعلامية مندمجة ومتكاملة وشاملة، ولكن كل ذلك كان يحتاج لإطار تنظيمى أكثر ديمقراطية ولا مركزية مما هو موجود من قطاعات – إعلانات وطباعة وتوزيع وتحرير واستثمار- تخضع كلها لإدارة مركزية ممثلة فى مجلس الإدارة الذى حمل عبء التطور السابق، لكى تكون أكثر مرونة وقدرة على العمل فى سوق تنافسية تزداد منافستها على مدى الساعة مطلة من شاشات التليفزيون وناطقة على التليفون المحمول كل ثانية بخبر. النهاية يوم السبت.