بقلم: عبد المنعم سعيد
اليوم سوف يكون قد مضى على إصدار الأهرام 149 عاما، قضيت منها 37 عاما كنت صحفيا وكاتبا ومديرا لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ( 1994 ــ 2009) وعضوا فى مجلس إدارة مؤسسة الأهرام (1999 ــ 2005) ثم رئيسا لمجلس الإدارة (2009 ــ 2011). من عاش هذه الفترة سوف تكون أكثر الفترات غنى فى حياته من حيث الإنتاج الفكري، والمعرفة بالإمكانات المادية والمعنوية الهائلة التى تحتوى عليها «المؤسسة» من المواهب والثروة المعرفية التى تكونت خلال رحلتها من مصاحبة التاريخ لكى تصير «ديوان الحياة المعاصرة». تغير العالم وتغيرت مصر وتغيرت المنطقة التى نعيش فيها وتغيرت الأهرام فكانت رائدة فى الفن الصحفى وأكثر من ذلك أن تكون مؤسسة اقتصادية وصناعية وتعليمية. دراسة هذه الفترة الماضية مهمة لأنها سوف تكون الأساس الذى تقوم عليه الـ 150 عاما المقبلة! العام 2175م سوف يكون مختلفا ونحن على أبواب ثورة صناعية وتكنولوجية رابعة يحل فيها «الروبوت» مكان الإنسان فى كل شيء ما عدا ــ فيما أعتقد ــ الإبداع الصحفي؟
منافسة الجنس البشرى لأول مرة فى التاريخ الإنسانى بكائنات غير عضوية التكوين سوف يخلق تحديات كبيرة للإنسان والصناعة والرسالة والمنافسة. الأهرام عليها أن تكون مستعدة لمواجهة هذه التحديات من خلال أولا استنفار كل الأفكار التى تولدت لدى المؤسسة خلال المرحلة السابقة، وللأسف لم يتم تطبيقها وتتعلق بتحويل المؤسسة الصحفية إلى مؤسسة إعلامية شاملة لكل أنواع الخيال الفكرى والصحفى والأدبى بحيث تكون قادرة على منافسة المؤسسات القائمة فى الإقليم عربية وعبرية وتركية وفارسية. الأهرام كانت فى النصف الثانى من القرن العشرين ضمن المؤسسات العشر الأوائل فى العالم ولا يمكنها أن تتخلى عن هذه المكانة لا فى القرن الحالى ولا فى القرن الثانى والعشرين. ثانيا تعبئة جميع القدرات الاقتصادية والاستثمارية لكى تساند ما سبق بالتمويل الذى تستحقه. هذا المشروع موجود بالفعل فى ملفات المؤسسة، والقيادات الحالية فى الأهرام شاركت فى صنعه. المستقبل هو الآن؟.