بقلم : عبد المنعم سعيد
إذا كان هناك دور للفرد فى التاريخ، فإن دور الرئيس الأمريكى فى الزمن القادم وبدايته العام الجديد مؤكد للغاية. عرفت الولايات المتحدة الأمريكية 45 رئيسا على مدار 47 فترة منذ إعلان استقلالها فى 4 يوليو 1776، وخلاصها من الاستعمار البريطانى فى 1783 وانتهائها من التجربة الكونفيدرالية (1781-1787) ووضع الدستور الفيدرالى الأمريكى (1787) وبدء تطبيقه (1789) مع انتخاب الرئيس الأول جورج واشنطن (1789-1797).
وكان دخول دونالد ترامب (2017-2021) إلى البيت الأبيض بداية مرحلة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية تمثل حزمة جديدة من الرؤساء سوف تظل قائمة خلال الفترة الزمنية المقبلة. فالمواجهة السياسية التى انتهت أمام ترامب الجمهورى مع جوزيف بايدن الديمقراطى لم تكن بالسلاسة التى اتبعتها الانتخابات الرئاسية السابقة حيث رفض ترامب شرعية الانتخابات والتصديق عليها. وفى المقابل فإن ترامب ذاته بات عرضة لمجموعة من الاتهامات القانونية والتى عرضته لمحاكمات ظلت جارية إبان حملته الانتخابية التالية فى مواجهة بايدن أيضا.
التنصيب الثانى لدونالد ترامب فى 20 يناير 2025، أصبح هو العامل الأكبر فى تشكيل الشئون العالمية، وسيظل هذا هو الحال طالما بقى فى البيت الأبيض. لقد تسبب نهجه المُحطم للأعراف فى اضطرابات فى بعض المجالات مثل التجارة، ولكنه حقق أيضًا نتائج دبلوماسية فى حرب غزة وفرض تغييرات فى الإنفاق الدفاعى الأوروبى وفتح الباب لسلام أوكرانيا. التوجه الجديد سوف يكون نحو أمريكا الجنوبية واستدعاء «مبدأ مونرو» الأمريكى فى القرن الـ19 لكى تحتكر واشنطن «النطاق الغربى».
ومن المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة فى عام 2026 روايات متباينة بشدة عن ماضى أمريكا وحاضرها ومستقبلها، حيث يصف الجمهوريون والديمقراطيون البلد نفسه بمصطلحات مختلفة تمامًا احتفالًا بالذكرى الـ 250 لتأسيسها، وفى العام نفسه سيُصدر الناخبون حينها حكمهم على مستقبل أمريكا فى انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر المقبل.
ولكن حتى لو فاز الديمقراطيون بأغلبية مجلس النواب، فإن حكم ترامب، القائم على الرسوم الجمركية العالية والأوامر التنفيذية، سيستمر.