بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
يتمنى كُثُر فى العالم الحصول على الجنسية الأمريكية. مازال للحلم الأمريكى شيء من بريقه، رغم خفوت صورة الولايات المتحدة التى كانت ذات يوم زاهية. جواز السفر الأمريكى يفتح لحامله أبوابًا كثيرة فى أنحاء العالم. ومعروفةُ قصص السيدات الحوامل اللاتى يحاولن دخول الولايات المتحدة لولادة أبنائهن لكى يحملوا هذه الجنسية، وهو ما يريد الرئيس ترامب تغييره.
ولكن اهتمام الإسرائيليين بالحصول على هذه الجنسية ازداد أضعافًا بعد إفراج «كتائب القسام» عن الأسير الأمريكي-الإسرائيلى عيدان ألكسندر عشية جولة الرئيس ترامب فى المنطقة. فقد أُفرج عنه فى محاولة لإبداء حُسن النوايا تجاهه، والتعبير عن إستعداد لمفاوضات جادة. أُفرج عنه لا لشيء إلا لأنه يحمل الجنسية الأمريكية. وربما يصبح الحصول على هذه الجنسية أمل كل ضابط أو جندى فى جيش الاحتلال لضمان الإفراج عنه إذا أُسر فى أى معركة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى من يغادرون الكيان الإسرائيلى أو يرغبون فى ذلك.
اكتشف الإسرائيليون يوم الإفراج عن ألكسندر أن جنسيتهم أقل قيمة من نظيرتها الأمريكية, بل لا تُقارن بها. ربما فوجئ بعض من اكتشفوا ذلك لأن جواز السفر الإسرائيلى يمكنهم من دخول غير قليل من دول العالم دون تأشيرة أو بإجراءات محدودة وسريعة. ومن أكثر المفارقات فى هذا المجال طريقة التعامل مع فلسطينيى الداخل المحتل الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية فى جانب، والفلسطينيين الذين لديهم وثائق سفر فى الجانب الثاني.
أذكر أننا كنا قبل سنوات فى مؤتمر بإحدى دول المنطقة. وكان فلسطينى من أبناء 1948 وآخرُ مقيم فى الضفة الغربية مدعوَين للمشاركة فيه. أنهى الفلسطينى القادم من حيفا إجراءات الدخول بسرعة ملحوظة، بينما حُجز الفلسطينى القادم من نابلس لساعات حتى وصل مندوب إدارة المؤتمر إلى المطار وصحبه معه.
ومع ذلك, وبفعل الإفراج عن ألكسندر, فالمتوقع أن يزداد طلب عدد متزايد من الإسرائيليين على الجنسية الأمريكية فى الفترة المقبلة، وخاصةً أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية هى الوجهات المفضلة لمن يدفعهم الوضع المضطرب فى الكيان الإسرائيلى إلى مغادرته.