الديمقراطية والنظام العالمى

الديمقراطية والنظام العالمى

الديمقراطية والنظام العالمى

 العرب اليوم -

الديمقراطية والنظام العالمى

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 

أعطى المشهد فى حفلة تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب معنى مخالفًا لما يُراد من مثل هذه المناسبات، وهو التبادل السلس للسلطة فى إطار الدستور. شاهد العالم رئيسًا ينفرد بالسلطة حتى قبل أن تُسلم إليه رسميًا، ويفخر بأنه سيصدر على الفور أوامر تنفيذية تُلغى بعض ما كان، أو الكثير منه، وتأتى بما لم يكن دون أن يعود إلى ما تُسمى المؤسسات الديمقراطية. إنه مشهدُ حاكمٍ مطلق يفعل ما يشاء وقتما يشاء.

كما أن هذا المشهد كان ليختلف أشد الاختلاف لو أن كامالا هاريس هى التى فازت. فلا يوجد تبادل سلس للسلطة كان ممكنًا لو هُزم ترامب، ولا أجواء لطيفة فى الحفلة، بل توتر واحتقان وتظاهرات تندد بـ«سرقة» الانتخابات كما حدث عقب انتخابات 2020، وأكثر منه.

ومع ذلك يكفى مشهد الرئيس الذى يتعامل بوصفه حاكمًا مُطلقًا للدلالة على أن الديمقراطية التمثيلية آخذةُ فى التداعى. وعندما نتأمل خريطة نصف الكرة الغربى، حيث توجد معاقل هذه الديمقراطية، ونعتبر اللون الأخضر تعبيرًا عن استمرارها, سنلاحظ أن المساحات المظللة به تنحسر، وأن اللون الأصفر أو البرتقالى يزداد ويقترب فى بعض الحالات من الحُمرة.

الديمقراطية التى تتداعى راقدةُ الآن على سرير المرض. وقد لا يطول الوقت قبل إعلان وفاتها فى بلد تلو الآخر. ولكنها ليست وحدها. النظام العالمى الذى استُلهمت فيه بعض قيمها يموت أيضًا. حالته أسوأ, ولكن أيًا من أطرافه لا يرغب فى إعلان وفاته. والعلاقة وثيقة بين مرض الديمقراطية العضال وداء النظام العالمى المُميت. فقد كان العالم عقب ويلات الحرب العالمية الثانية فى حاجة إلى بداية جديدة أتاحت للولايات المتحدة أن تلعب الدور الرئيسى فى تأسيس النظام العالمى على بعض القيم الديمقراطية. وها هى نفسها تدمر هذا النظام بعد أن شاركت فى حرب استهدفت إبادة نظام غزة, ويريد رئيسها الجديد الاستيلاء على قناة هنا وجزيرة هناك, فى تناقض تام مع القيم التى بُنى عليها النظام العالمى.

والحالُ أن قيم الديمقراطية تتداعى فى أمريكا فلا يجد ساستُها ما يحول دون اندفاعهم لتقويض النظام العالمى الذى أُقيم على بعضها.

arabstoday

GMT 10:48 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الداعية «قفة» وأبناؤه

GMT 10:19 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرش ترامب!

GMT 10:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

التعليم وإرادة الإصلاح (1)

GMT 10:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكاية الميلاد التي تجمع ولا تفرّق

GMT 10:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظهيرُ الشعبي للمايسترو «محمد صبحي»!

GMT 10:07 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الكرة والحداثة

GMT 10:03 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السن.. والعمر !

GMT 10:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حنظلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديمقراطية والنظام العالمى الديمقراطية والنظام العالمى



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 العرب اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 15:14 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

جوزيف عون يؤكد إجراء الانتخابات استحقاق دستوري

GMT 10:57 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارات جوية سعودية تستهدف قوات المجلس الانتقالي في حضرموت

GMT 09:32 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة 1% في آخر اجتماعات 2025

GMT 08:30 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

غارتان إسرائيليتان تستهدفان خان يونس جنوبي قطاع غزة

GMT 19:02 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

عراقجي خصوم إيران يسعون لإثارة السخط عبر الضغط المعيشي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab