بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
من يتابع سياسة الإدارة الأمريكية ومواقفها تجاه لبنان يظن أنه لم تعد هناك قضية أو مشكلة فيه إلا سلاح حزب الله. تتضاءل معضلات مثل الاحتلال الإسرائيلى لعدة مواقع فى جنوب البلاد، والاعتداءات الصهيونية المستمرة رغم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب فى نوفمبر الماضي، والأزمة الاقتصادية والمالية، وتداعيات الطائفية، والانقسام السياسى والاجتماعى الحاد بجوار مسألة سلاح حزب الله. فهذا السلاح هو المصدر الوحيد للشرور التى تحيق بلبنان وشعبه. ونزعه، بالتالي، هو الذى سيأتى له بالخير والبركة !!
لا يلقى الموقف اللبنانى الرسمي، الذى يربط بين انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية ووقف اعتداءاتها فى جانب وسحب سلاح حزب الله فى الجانب الثاني، قبولاً لدى الأمريكيين الذين لا هم لهم إلا التخلص من هذا السلاح.
ولكن الملاحظ أن الجدل الواسع، الذى يثيره الإصرار الأمريكى على نزع سلاح حزب الله، يخلو أو يكاد من التفاصيل المتعلقة بمصير هذا السلاح. ليس واضحًا، سواء فى الخطاب الأمريكى أو الخطاب الرسمى اللبناني، ما سيحدث على وجه التحديد عند الشروع فى سحب سلاح حزب الله.
فإذا افترضنا أن قيادة حزب الله وافقت على ذلك فى إطار صيغة تفضى إلى انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية ووقف اعتداءاتها، فماذا سيفعل الجيش اللبنانى بهذا السلاح فى حالة التفاهم على تسليمه إليه.
فهل سيحتفظ به ويضعه فى مخازنه توطئة للتدريب على استخدامه ؟ وإذا كان هذا هو ما سيحدث فما الذى يضمن ألاَّ تقوم القوات الإسرائيلية بقصف المخازن التى سيوضع السلاح فيها؟ ولا يقل أهمية السؤال عن مدى استعداد سلطة الدولة فى لبنان لقبول ضغوط تهدف لتدمير هذا السلاح عقب استلامه، بدل الاستفادة منه لدعم قدرات الجيش.
فما يُفهم من تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين أنهم يريدون تشكيل لجنة أمريكية أوروبية للإشراف على تدمير سلاح حزب الله. وليس واضحًا كذلك هل يشمل هذا التدمير الأسلحة الخفيفة والمتوسطة أم يقتصر على الصواريخ المتعددة الأنواع والطائرات المُسيرة المتنوعة ؟
وما هذه إلا عينة من أسئلة كثيرة بلا إجابة عن قضية سلاح حزب الله. فهل من مُجيب ؟.