جرائم إعلامية مُخجلة

جرائم إعلامية مُخجلة!

جرائم إعلامية مُخجلة!

 العرب اليوم -

جرائم إعلامية مُخجلة

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

التشهير بأى إنسان جريمة لا تسقط بالتقادم فى دولة القانون. أما التشهير الذى ينطوى على انتهاك الخصوصية فهو أكثر من جريمة فى هذا النوع من الدول.

ولا يكفى وجود القانون فى أي دولة لكى تكون دولة قانون. فما من دولة فى العالم إلا وفيها قوانين. ولكنها ليست كلها دول قانون. فعدالة القانون واحترامه والمساواة التامة أمامه هو ما يميز دولة القانون.

ولكن دولة القانون لا تستمد قيمتها من معاقبة كل من ينتهك القانون دون تمييز. فمن شأن رسوخ الاحترام للقانون أن يخلق حالة مجتمعية تجعل بعض الجرائم مخجلة لمن يرتكبها. خذ مثلاً نظرة المجتمع إلى المتهرب من الضرائب فى دولة القانون، بل نظرة من يرتكب هذه الجريمة إلى نفسه. ولعل الشعور بالخجل من ارتكاب جرائم من هذا النوع هو الذى أدى إلى ندرتها فى دولة القانون. وينطبق ذلك على بعض الجرائم الإعلامية التى يُطلق عليها «جرائم تُرتكب بواسطة العلانية»، خاصة التشهير بأى إنسان أو اقتحام حياته الخاصة. فلهذه الحياة حرمتها المحمية تماماً فى دولة القانون.

ويحرص الإعلاميون الذين يحترمون مهنتهم، وليس فقط القانون، على عدم الخلط بين العام والخاص تحت أى ظرف، ويبادرون بالاعتذار إذا فعلوا بسبب شعورهم بالخجل. ويكون هذا الاعتذار محموداً حين يحدث.

كما تحرص وسائل الإعلام المحترمة على الاعتذار بدورها، كما فعلت هيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام عندما اعتذرت عن رسم كاريكاتورى للرسامة العبقرية الحاصلة على جائزة «بوليتزر» آن تيلينس. فقد صور هذا الرسم المرشح الجمهورى المحتمل تيد كروز وهو يجر ابنتيه اللتين ظهرتا فى صورة بقرتين. ورغم أن كروز هو الذى أخطأ أولا عندما استغل فتاتين صغيرتين فى حملته الانتخابية للتأثير فى مشاعر الناخبين واستدرار تعاطفهم، فهذا لا يبرز السخرية منهما حتى فى سياق نقد لاذع لسلوكه هذا.

ولم تكتف الصحفية بسحب هذا الرسم من موقعها الالكتروني، بل قدمت اعتذاراً جاء فيه: (تتضمن سياستنا التحريرية بوجه عام عدم التعرض للأبناء. ولا تعرف لماذا استثنت آن تيلينس هذه الحالة. لكننا لا نقبل ذلك فى كل الظروف). وهذه هى الطريقة التى يتصرف بها المسئولون فى وسائل الإعلام، إذ يسرعون إلى معالجة أى انتهاك للخصوصية مهما كان صغيراً على هذا النحو، لأنه أصبح مُخجلاً لمن يرتكبه قبل أن يكون مداناً بحكم القانون.

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرائم إعلامية مُخجلة جرائم إعلامية مُخجلة



GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab