عجز وليس تسامحًا

عجز وليس تسامحًا؟

عجز وليس تسامحًا؟

 العرب اليوم -

عجز وليس تسامحًا

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 لا تملك سلطة الأمر الواقع فى سوريا الآن القدرة على اجتثاث أحد سواء حزب البعث أو غيره. فالصعوبات الهائلة التى تواجهها على كل صعيد تقريبًا تفرض عليها التركيز فيها، ولا تترك لها مجالا لاستئصال كوادر حزب البعث وأعضائه. هذا هو جوهر تعليق الخبير العسكرى اللبنانى العميد إلياس فرحات على اجتهاد 13 يناير «لا اجتثاث حتى الآن». ومؤدى تعليقه أن عدم اجتثاث البعث فى سوريا يعود إلى عدم قدرة، وليس إلى عدم رغبة أو ميل إلى التسامح.

وهو يشير فى تعليقه إلى المشكلات المتعلقة بعدم تبلور ملامح السلطة الجديدة، والوضع الاقتصادى والمالى المنهار، وضعف الموارد بسبب سيطرة الأكراد على معظم حقول النفط والغاز، فضلا عن أن بعض الفصائل المسلحة مازالت خارج إطار هذه السلطة. ويضرب مثالين مهمين. الأول «الجيش الوطنى السورى» المرتبط بالائتلاف الوطنى وحكومته فى شمال غرب سوريا. والثانى فصائل درزية فى السويداء أهمها الفيلق الخامس الذى يريد قائده أحمد العودة الحفاظ على استقلاله، ويقيم علاقات وثيقة مع بعض الدول العربية.

وهم مُحق رغم أن الأوضاع فى العراق لم تكن أفضل كثيرًا عندما وضعت الإدارة الجديدة عام 2003 قضية اجتثاث حزب البعث ضمن أولوياتها المتقدمة. ومع ذلك يظل هناك فرق بين الحالتين. فقد كان العراق كله، وليست أجزاء منه، تحت احتلال أمريكى مباشر. وكان تفكيك مؤسسات الدولة فى العراق هدفًا لسلطة هذا الاحتلال، ولبعض الأحزاب والجماعات العراقية التى انتقلت من المعارضة إلى المشاركة فى هذه السلطة، برغم رفض أحزاب وقوى أخرى هذا الاتجاه.

وهذا هو الاختلاف الأهم بين الحالتين، إذ مضت الإدارة الجديدة فى سوريا منذ البداية فى اتجاه مغاير لما حدث فى العراق. فقد حافظت على المؤسسات القائمة أو بالأحرى أغلبها، ولم تستثن أعضاء البعث عندما طلبت من موظفى هذه المؤسسات الانتظام فى أعمالهم. وقد اختارت هذا الاتجاه تحت ضغط الواقع شديد الصعوبة، وربما أرادت أيضًا الاستفادة من تجربة العراق التى كان الاستئصال أو الاجتثاث عبئًا إضافيًا وليس عونًا على بناء نظام سياسى جديد.

arabstoday

GMT 15:45 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

دوائر دوائر

GMT 15:44 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

تصدوا للتضليل

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

أهواءُ إسرائيلَ وأهوالها

GMT 15:43 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

وحدات وانفصالات ومراجعات في المشرق!

GMT 15:42 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

من «غلاف غزة» إلى «غلاف الإقليم»

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

مطلب التدخل الدولي بوقف الحرب

GMT 15:41 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العودة إلى نقطة الصفر!

GMT 15:40 2025 الأربعاء ,23 تموز / يوليو

العالم... وحقبة استعمارية للأراضي القطبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عجز وليس تسامحًا عجز وليس تسامحًا



نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:17 2025 الإثنين ,28 تموز / يوليو

روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab