بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
في مناسبة احتفال الأهرام باستقبال العام المائة والخمسين تحدثت أمس (5/8) عن مؤسسى الأهرام ، سليم وبشارة تقلا،واليوم أجد لزاما على أن أتحدث عن الصحفى العبقرى الذى قفز بالأهرام، قرونا إلى الأمام «محمد حسنين هيكل»! لقد تعرفت على الأستاذ هيكل - بعد أن غادر موقعه في الأهرام في عام 1974- في أثناء حضورى مدعوا لإلقاء محاضرة، بمقر اتحاد المحامين العرب بجاردن سيتى، عندما كان يرأسه المحامى السودانى الأستاذ فاروق أبوعيسى، في عام 1986 بعنوان «الإرهاب الدولى ومشكلات التحرير والثورة في العالم الثالث»، وفوجئت بوجود «الأستاذ»، جالسا في مقدمة الحاضرين ممسكا بسيجاره الشهير، وبهيبته المعتادة! كان هذا الحضور في تقديرى بمثابة إشارة منه على إصراره على الوجود في الحياة العامة - وهو أمركان من الصعب في هذا التوقيت حرمانه منه. وقد قام «اتحاد المحامين العرب» بطباعة ماجاء في ذلك اللقاء (أى المحاضرة وتعليقات الحاضرين) في كتيب بعنوان: «الإرهاب الدولى ومشكلات التحرير والثورة في العالم الثالث، 1986». وطلب الاتحاد من الأستاذ هيكل أن يكتب مقدمة الكتاب، فقام بذلك بالفعل، وضمنه تقديرا وثناء على المحاضرة، على نحو أسعدنى كثير (أعتقد أن هذا الكتاب لايزال متاحا) ولكن الأهم من ذلك كثيرا، وما أعتز به وأفخر دائما، هو أن تلك الواقعة كانت مقدمة للقاءات كثيرة مع الأستاذ في منزله على نيل القاهرة قرب فندق شيراتون، أو في مزرعته في برقاش بمنشاة القناطر، والتي كان يتولى ترتيب توصيلى إليها سكرتيره الخاص «منير عساف»، حيث كان يستقبلنى كعادته بكامل ملابسه الرسمية. ومع أننى دخلت الأهرام ومارست فيها عملى كباحث وكاتب و كاتب عمود، فإننى، فى تلك اللقاءات كنت أتعلم المعنى الحقيقى للمهنة الصحفية! رحم الله محمد حسنين هيكل، الجورنالجى الأول، والأستاذ الأوحد، في عالم الصحافة المصرية العريقة!