بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
تساءلت - مثل كثيرين- لماذا لم يفز دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام هذا العام، مع أنه لعب أدوارا مهمة في تحقيق وإقرار السلام، في مناطق متعددة في العالم؟ لم يقل ترامب نفسه فقط هذا الكلام، بل ردده أيضا آخرون، وكما جاء في مقال للواشنطن بوست، الخميس الماضى (9/10) فإن ترامب «لايستحق فقط الجائزة..، بل إنه أكثر جدارة بالحصول عليها، من كل الرؤساء الأمريكيين الذين سبق أن حصلوا عليها»! ففي ولايته الأولى نجح في إنجاز أربع اتفاقيات سلام عربية إسرائيلية، وفى ولايته الثانية أسهم في تحقيق السلام بين الكونغو ورواندا، والهند وباكستان، وتايلاند وكمبوديا، وأرمينيا وأذربيجان.
واعتبرت الواشنطن بوست أيضا أن ضرب مواقع البرنامج النووى الإيراني، في مقدمة إنجازاته، وإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، فضلاعن منع الحرب بين صربيا وكوسوفو، بل وبين مصر وإثيوبيا بسبب السد الإثيوبى»! وأخيرا..، فإن خطة ترامب للسلام بين إسرائيل وحماس.. «حاصرت الحركة الفلسطينية...، إما قبول الصفقة، أو تحملها وحدها مسئولية استمرار معاناة أهل غزة».
غير أن ذلك الذى رأته الواشنطن بوست، لم يشفع لترامب لدى لجنة نوبل، بشأن وفائه بمعايير نوبل، أى: تحقيق السلام، ونزع السلاح، ودعم التضامن الدولى، لأنها أهداف لم يسع لتحقيقها! فعلى المستوى الدولى سعى ترامب للعزلة عن المجتمع الدولى، فسحب عضوية بلاده من منظمة الصحة العالمية، ومن اتفاقية باريس للمناخ، ومن اتفاقات الضرائب الدولية.
كما قلص بشدة المساعدات الخارجية الأمريكية، وحل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي كانت تسهم في التطعيم ومواجهة الجوع في إفريقيا جنوب الصحراء، مما قد يسبب القضاء على حياة 14 مليون فرد، بمن فيهم 4 ملايين طفل تحت سن الخامسة! هذا قليل جدا من كثير يتعلق بنزع السلاح، وإقرار السلام العالمى، وهى أهداف أساسية توخاها الفريد نوبل، ولكن لم يوف بها ترامب!