أيام مغربية 1  3

أيام مغربية (1 - 3)

أيام مغربية (1 - 3)

 العرب اليوم -

أيام مغربية 1  3

بقلم : عمرو الشوبكي

المرة الأولى التى زرت فيها المغرب كانت منذ أكثر من عشر سنوات، حين دُعيت للدورة الصيفية التى تنظمها الجامعة الصيفية بمدينة طنجة المغربية (هذه المدينة وضواحيها من أجمل مدن العالم)، وكانت عبارة عن سلسلة محاضرات تنظم كل عام، تحت إشراف مدير مركز البحوث الاجتماعية (Cerss) ووزير التعليم السابق وأحد الرموز الفكرية فى المغرب والعالم العربى، الصديق عبدالله سعف.

وطوال هذه الندوة كنت مشغولا بمقارنة ردود فعل الطلبة المغاربة ومناقشتهم بنظرائهم المصريين، وهم فى المجمل كانوا أكثر عمقاً فى الاهتمام بالفلسفة والنظريات السياسية الحديثة مقارنة بالطلاب فى مصر، وكثيرا ما أشعرونى وكأنى فى فرنسا الستينيات، حيث المناقشات الفلسفية والنظريات السياسية، فى حين يمكن القول إن نظراءهم المصريين كانوا أكثر اشتباكا مع الواقع العملى دون الحاجة بالضرورة للرجوع إلى أطر نظرية، مثلما يفعل إخوانهم المغاربة.

ومنذ ذلك التاريخ تجاوزت زياراتى للمغرب أكثر من 20 مرة، زرت تقريبا معظم مدنه الرئيسية، من الرباط والدار البيضاء حتى مراكش وطنجة ومكناس، وأذكر أنه فى إحدى المرات سافرنا إلى مدينة «أمازيرية» تقع فى منطقة القبائل (نسبة للأقلية الأمازيرية التى تعيش فى بعض مناطق الشمال المغربى)، وركبنا «أتوبيسا» متهالكا سار بنا أكثر من 6 ساعات فى مناطق خلابة رائعة الجمال، حتى وصلنا إلى المدينة المنتظرة، فوجدنا فندقا غير الفندق الذى حجزنا فيه، وقضينا جانبا من الليل فى البحث عن فندق آخر حتى وجدنا واحدا معقولا قضينا فيه الليلتين حتى انتهاء أعمال الندوة.

مازلت أذكر انفعال كثير من المشاركين من هذا الخطأ التنظيمى الفادح، قابله هدوء مغربى لافت تكرر فى معظم المرات التى سافرت فيها للمغرب، فما من حدث أو واقعة أو سوء تفاهم يستلزم قدرا من الانفعال إلا وكان رد الفعل المغربى دائما يتسم بالهدوء ويقول لك: لماذا الانفعال «الدنيا هانيا»؟.

وكان معنا فى هذه الرحلة خليطٌ من باحثين مغاربة ومصريين وفرنسيين، أذكر منهم الراحل الكبير د.جمال البنا، ود. عمار على حسن، ونبيل عبدالفتاح، وهشام جعفر (لايزال رهن الحبس الاحتياطى رغم وطنيته ونزاهته العلمية والشخصية)، كل ذلك جعلنى أعرف هذا البلد بنخبته ومثقفيه وطبيعة نموذجه الاجتماعى والسياسى، بجوانبه الإيجابية الكثيرة، وأيضا ببعض سلبياته.

الندوة الأخرى التى أذكرها جيدا وكانت فى وقت شديد الحساسية، هى التى عقدت فى خريف 2013 فى الدار البيضاء، وعقب انتفاضة 30 يونيو، وحملت عنوان «تيارات الإسلام السياسى أمام تحدى الواقع»، وأقيمت فى إحد كبرى الجامعات الخاصة فى المغرب: HEM (الدراسة فيها باللغة الفرنسية)، وحضرها ما يقرب من 300 شخص.

ومازلت أذكر تفاصيلها، وكيف أن النقاش قد ركز فى جانب رئيسى منه (مثل كثير من الندوات التى شاركت فيها فى السنوات الثلاث الماضية) على قضية تدخل الجيش فى السياسة، وما يصفه الكثيرون فى الغرب والشرق بالانقلاب العسكرى.

وأذكر أن إجابتى فى هذا اللقاء (والتى لم يتفق معها جانبٌ يُعتد به من الحضور) كانت تتركز على أنّ تدخل الجيش فى المسار السياسى كان إنقاذا للبلاد من مسار أسوأ بكثير كان سيدخلنا فيه الإخوان إلى ساحة الحرب الأهلية، وأن المغرب لم يشهد شيوخاً كفّروا الناس ودعوا على الشعب مثلما حدث فى عهد الإخوان، ولم يروا ميليشيات فى الشوارع بديلاً للشرطة، واعتبرت أن نجاح الأحزاب السياسية فى بناء بديل ديمقراطى سيجعلها قادرة بالتفاوض والضغط على وضع ولاية كاملة للسلطة المدنية على كل مؤسسات الدولة.

النقاش مع طلاب ومثقفى المغرب، اتفاقاً واختلافاً، فى مجمله أمر متحضر وهادئ ومحترم.

arabstoday

GMT 04:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف إطلاق النار

GMT 00:14 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حوارات لبنانية

GMT 06:52 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

صفحة جديدة

GMT 10:17 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

خطاب ترامب

GMT 05:30 2024 الأحد ,18 آب / أغسطس

الهدنة المرتقبة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام مغربية 1  3 أيام مغربية 1  3



إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

جدة ـ العرب اليوم

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

تغيير في المزاجين الأميركيّ والعربيّ

GMT 07:25 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الدولة الفلسطينية!

GMT 09:27 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

السعودية والنهوض بسوريا وفلسطين

GMT 00:02 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

عبدالناصر ومشروعه.. الصراع على المستقبل

GMT 10:40 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

جيرونا يضع شرطين لضم روميو مدافع برشلونة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab