خطة أم اختبار ترمب

خطة أم اختبار ترمب؟

خطة أم اختبار ترمب؟

 العرب اليوم -

خطة أم اختبار ترمب

بقلم:عمرو الشوبكي

نجح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فرض خطته على طرفي الصراع، ونجح الوسطاء في إزالة الخلافات حول تفاصيل تطبيقها، ونجحوا جميعاً في الاتفاق على وقف الحرب وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني في مستقبل أفضل بعيداً عن الدمار والدماء والحرب.

والمؤكد أنَّ خطة ترمب لإنهاء الحرب التي استقرت في «عشرين نقطة»، واعتمدها الطرفان، دُشّنت مرحلتها الأولى في مؤتمر شرم الشيخ برعاية الرئيسين الأميركي والمصري وقادة عرب ودوليين، وتبقى بعد ذلك تحديات المرحلة الثانية التي يتطلب نجاحها استمرار ضغط الإدارة الأميركية على إسرائيل لضمان انسحابها من قطاع غزة وعدم استئنافها الحرب مرة أخرى، أمّا الجانب الفلسطيني فإنَّ وضعه أكثر صعوبة لأنَّ الالتزامات التي قطعتها «حماس» على نفسها في المرحلة الأولى ستنفذها مع إتمام عملية تبادل الأسرى وعدم المشاركة في إدارة قطاع غزة، وحتى قضية تسليم السلاح التي ما زال بعض قادتها يتملَّصون منها، سينتهي الأمر بأنَّها ستسلمه «بإخراج» مختلف عما تريده إسرائيل كأن «تودعه» لجهة مصرية أو فلسطينية كما فعلت الفصائل الفلسطينية مع سلاحها في لبنان حين سلمته للجيش اللبناني، خاصة أن ما تمتلكه «حماس» هو سلاح خفيف تمتلكه عشائر فلسطينية وفصائل على السواء.

والحقيقة أن هذه المشكلات ستعبرها خطة ترمب، ولكن التحدي الحقيقي في نجاح مرحلتها الثانية يكمن في قدرة الإدارة الفلسطينية على بسط الأمن وحل المشاكل اليومية للناس وإنهاء الانقسام الفلسطيني من أجل تأسيس جدارة فلسطينية للحكم تفتح الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية.

مشكلة خطة ترمب أنَّها تطالب إسرائيل بالتزامات لا تتعلق بمنظومة حكمها السياسية والقانونية، ولا تناقش جدارتها في حكم شعبها وشكل نظامها السياسي، إنما فقط تعمل على ضمان التزام دولة الاحتلال الخطةَ الأميركية، أمّا الجانب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي والأخلاقي في الأرض وفي بناء دولته المستقلة، فإنَّه نتيجة الانقسام الفلسطيني والفشل الحمساوي في إدارة قطاع غزة والموت والدمار الذي لحق بالمدينة عقب عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) فإنَّ خطة ترمب ستمثل اختباراً «للجدارة الفلسطينية» في الإدارة والحكم وليس فقط استبعاد «حماس» من المشهد السياسي والعسكري.

والحقيقة أنه في خطة ترمب لم يأتِ اعتباطاً أن تكون آخر نقطتين متعلقتين بأفق التسوية السياسية والسلمية وربطهما باستحقاقات مطلوبة تمثل اختباراً للجانب الفلسطيني بالقول: «مع تقدّم إعادة إعمار غزة وعندما يتمّ تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، قد تتهيأ الظروف أخيراً لفتح مسار ذي مصداقية نحو تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، وهو ما ندرك أن الشعب الفلسطيني يتطلّع إليه، وأن الولايات المتحدة ستقيم حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي لتعايش سلمي ومزدهر».

اختبار الجانب الفلسطيني في قلب مشروع ترمب وأن رغبة إسرائيل في فشله مؤكدة لكيلا تصل إلى النقطة التي تقبل فيها بحل الدولتين، فبقاء الانقسام الفلسطيني في صالح عدم تهيئة الظروف «لفتح مسار تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية» واشتباكات العشائر وحركة «حماس» في غزة ذريعة أخرى لإسرائيل لكي تقول إن الفلسطينيين غير قادرين على حكم أنفسهم، فقد سبق وانقلبت «حماس» بالقوة على السلطة الوطنية في غزة 2007، كما أن الأخيرة بقيت على حالها دون تجديد أو شفافية أو كفاءة إدارية وتنتظر «الإصلاح الجراحي».

خطة ترمب هي الأكثر عملية في تاريخ خطط التسويات السياسية في المنطقة، ولذا فإنه لن يكون مجدياً مناقشتها «بالينبغيات» والشعارات الآيديولوجية التي تؤكد حق الفلسطينيين التاريخي في أرضهم لأنها بعيدة عن تفكيره، فهو رجل «بيزنس» وصفقات وعلاقات قوة وأوراق ضغط يوزن بها علاقاته الدولية وحجم كل دولة وتأثيرها الحقيقي بعيداً عن أي شعارات.

اختبار الرئيس الأميركي مرة أخرى هو اختبار للجدارة الفلسطينية والعربية والقدرة على التعامل مع الواقع، فخطط التهجير والمشروع العقاري لغزة خاملة الآن، ولكنها لم تدفن، واستيراد نخبة «عليا» تدير القطاع من بعيد وتتابع عمل الخبراء الفلسطينيين المستقلين الذين سيديرون المرحلة الانتقالية يمكن أن تبقى لسنوات، ويمكن أن ترحل في خلال أشهر إذا نجحت القيادات الفلسطينية في اختبار «الجدارة»، كما أنَّ الـ200 جندي أميركي الذين سيراقبون وقف إطلاق النار يمكن أن يصبحوا آلافاً إذا عادت «حماس» إلى عملياتها المسلحة.

أهم ما في خطة ترمب أنها اعتبرت إسرائيل دولة كاملة الأهلية لا تحتاج إلى وصاية وليست دولة احتلال، في حين أنها اعتبرت الضحية والمظلوم ناقص الأهلية يجب مراقبته ومتابعة «الشاردة والواردة» في كل تصرفاته بسبب سوء أداء نخبته وانقسامها الذي أعطى مبررات لهذه الوصاية والتدخلات، ولن تتقدم القضية الفلسطينية إلا إذا ظهرت «حماس» جديدة سياسية ومدنية وجددت السلطة بنيتها بالجراحة وليس المسكنات.

 

arabstoday

GMT 11:59 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الإسلام السياسي

GMT 11:54 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

قمة مصرية إسرائيلية

GMT 11:51 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الانتخابات التى عرفناها

GMT 11:48 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

السلاح لا يخفي صوت الضحايا إلى الأبد

GMT 11:46 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

زمن الاستقطاب العميق

GMT 11:37 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

محمد منصور ودراما سيزيف المصري

GMT 10:18 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

«يونان».. الحياة تقف على باب الموت!!

GMT 10:14 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

حلم الدكتور ربيع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطة أم اختبار ترمب خطة أم اختبار ترمب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 العرب اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 09:23 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها
 العرب اليوم - شمس البارودي تهاجم الشللية في الوسط الفني بسبب نجلها

GMT 22:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دوى انفجارات فى منطقة المزة بدمشق والشرطة تتحقق من طبيعتها

GMT 21:56 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الهجوم على خالد بن الوليد

GMT 01:57 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اكتشف 3 مشروبات صباحية تساهم في خفض ضغط الدم وتحافظ على صحتك

GMT 23:08 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab