مع الأستاذ هيكل 33
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

مع الأستاذ هيكل 3/3

مع الأستاذ هيكل 3/3

 العرب اليوم -

مع الأستاذ هيكل 33

بقلم: مصطفي الفقي

تأرجحت علاقة الأستاذ هيكل بالرئيس مبارك صعودًا وهبوطًا على امتداد ثلاثين عامًا، هي فترة حكم الرئيس، وهى أيضًا الفترة الخصبة للإنتاج الفكرى للأستاذ هيكل وكتاباته ذائعة الصيت في الداخل والخارج، فلم يكن الأستاذ مستريحًا للعلاقة بين مبارك والكاتب الصحفى الراحل موسى صبرى، خصوصًا أن هيكل تعود أن يكون هو الكاتب الأوحد على المسرح في عصر عبدالناصر والفترة الأولى من عصر السادات.

حتى أحاله الأخير إلى المدعى الاشتراكى، بعد أن عزله من رئاسة تحرير «الأهرام»، فاستقال هيكل من منصبه لكى يتفرغ لأكثر سنوات عمره خصوبة وعطاءً وتألقًا فكريًّا وتوهجًا إعلاميًّا، وأصبح الاسم الأعلى في سماء السياسة والكتابة داخل مصر وخارجها، وكانت له محاضرة شهيرة في الجامعة الأمريكية في مطلع هذا القرن تحدث فيها عن نظام شاخ وترهلت شخوصه على مقاعدها.

وكانت تلك في ظنى هي أقوى ضربة لنظام الرئيس مبارك، وأكثرها صراحة في انتقاد عصره، وذات يوم طلب منى الأستاذ هيكل أن أستأذن الرئيس الراحل لكى يطّلع الأستاذ على الرسائل المتبادلة بين الرئيسين مبارك وصدام حسين في الفترة ما بين غزو العراق للكويت حتى تحريرها بتحالف عربى دولى شاركت فيه مصر وسوريا في سابقة قومية فريدة، وأتذكر وقتها أن الأستاذ تصفح تلك الرسائل في دقائق معدودة أمامى ثم أعادها لى قائلًا إنها لم تضف جديدًا لما يعرف، ولقد كان الرئيس مبارك حريصًا هو الآخر على أن يطلع الأستاذ على وجهة النظر المصرية قبل أن يعد كتابه عن تلك الفترة.

خصوصًا أن الملك الراحل حسين بن طلال كان قد استقبل الأستاذ هيكل قبلها لذات الغرض، وأتذكر محادثاتى معه ونحن نجلس في حديقة منزله ببرقاش عندما كانت بعض تلميحاته في الحديث تمس النظام القائم وقتها، وأنا أبتسم حرجًا بحكم موقعى الوظيفى، فإذا به يقول لى: يا دكتور التسجيلات حاليًا ليست صوتية فقط ولكنها صوت وصورة، ثم ينفجر ضاحكًا!، ومازلت أتذكر أن رحلته الآسيوية كانت رحلة هائلة بمعنى الكلمة، إذ استقبله في كل دولة رئيسها ووزير خارجيتها وكبار الشخصيات فيها، وقد رافقه فيها صديق محترم، هو الدبلوماسى، الإعلامى، الأستاذ جميل مطر، الذي التقيته منذ أيام في احتفال حصوله على جائزة مصطفى وعلى أمين للصحافة، وهو أمر تندر به الكاتب اللبنانى الكبير سمير عطاالله، إذ كيف يتلقى تلميذ هيكل جائزة مصطفى أمين!.

وقد غاب عن الجميع أن جميل مطر قد حصل عليها لكفاءته المهنية ومجمل كتاباته الصحفية دون تعبير عن اتجاه سياسى أو موقف خاص في الماضى أو الحاضر، ولقد كان يلفت نظرى دائمًا اللياقة البدنية والذهنية للأستاذ حتى في سنوات عمره الأخيرة، خصوصًا في حواراته مع الإعلامية الشهيرة لميس الحديدى، فهو الكاتب الصحفى المخضرم الذي تمتع بصلات قوية بالعصر الملكى وكان صديقًا لأحمد نجيب الهلالى باشا، رئيس الوزراء قبل ثورة يوليو 1952، وهو هيكل الذي استقبله رؤساء مصر محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، بل المشير طنطاوى، ثم محمد مرسى والمستشار عدلى منصور حتى وصل في لقاءاته إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، خصوصًا أن الإعجاب بينهما كان متبادلًا في تلك الفترة، وقد تابعت الأستاذ هيكل في حوار تليفونى مع الرئيس مبارك عندما كان نجل الرئيس، الأستاذ علاء، يستعد لجراحة في العمود الفقرى كانت قد أُجريت قبلها لابن الأستاذ، وأعنى به الدكتور أحمد هيكل، وكان الرئيس يستمع إلى كلمات مطمئنة من الأستاذ عن تلك الجراحة في حديث أبوى دافئ بين الرجلين.

ولن أنسى ما حييت أننى قد حظيت بشرف تاريخى أعتز به دائمًا عندما كنا نجلس في مسجد الحسين، رضى الله عنه، انتظارًا لأداء الصلاة على جثمان الراحل الكبير حسب وصيته، حيث تردد أنه طلب أن يُغطَّى بملاءة بيضاء فور رحيله، وفوقها وردة حمراء، مع ضوء خافت، وقراءة هادئة للقرآن الكريم من الصوت الشجىّ للشيخ محمد رفعت. أعود وأقول إنه في ذلك اليوم انتدب الحاضرون في المسجد، ومنهم أفراد الأسرة، اثنين للحديث عن الراحل الكبير أمام محراب المسجد العتيق، وكان الاثنان هما الدكتور عبدالله النجار، الأستاذ المعروف بجامعة الأزهر، وأنا نيابة عن أجيال المثقفين المصريين الذين احترموا هيكل وأحبوه مهما اختلفوا معه.

ويومها أُسدل الستار على الحياة الجسدية لهيكل وتواصلت قيمته الفكرية وتزايدت مكانته تألقًا، ولعلى أعتز شخصيًّا أننى نجحت في إقناع أسرته الكريمة باقتناء مكتبته العامرة ووثائقه الفريدة في مكتبة الإسكندرية لتظل شاهدة على مكانة الرجل وقيمته في عصره.. رحم الله الكاتب الكبير، الذي قال مأثورته الخالدة لمَن حوله قبيل وفاته: (لا تُعانِدوا الطبيعة، فلكل أجَلٍ كتاب، والموت نهاية محتومة لكل البشر)!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع الأستاذ هيكل 33 مع الأستاذ هيكل 33



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 20:40 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن
 العرب اليوم - فريق مصري يدخل غزة للمساعدة في انتشال جثث الرهائن

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 11:15 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

5 أطعمة يجب تجنبها عند تناول أدوية لضغط الدم

GMT 13:40 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الملك تشارلز والبابا ليو أول صلاة مشتركة منذ خمسة قرون

GMT 20:28 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رسميًا زواجها بعد جدل الوثيقة المسربة

GMT 07:46 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مجدى يعقوب .. بين قلوب الصغار وأبواب الرحمة

GMT 23:20 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن وتل أبيب تبحثان خطة لتقسيم غزة بين إسرائيل وحماس

GMT 17:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يتوعد برد جاد وساحق على أي استهداف لروسيا في عمقها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab