الرحيل في ليلة القدر
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

الرحيل في ليلة القدر

الرحيل في ليلة القدر

 العرب اليوم -

الرحيل في ليلة القدر

بقلم - مصطفي الفقي

عندما يرحل مسؤول فى السلطة قد تهتز له المنابر وتُكتب القصائد ويذكره الناس بصوت مرتفع، أما عندما يرحل فى هدوء وينسحب من الحياة بعد أن أصبح فى الظل فتلك مفارقة تحتاج التأمل، وأنا أتذكر مثلًا أن الفقيه القانونى رفيع الشأن أحمد فتحى سرور الذى انسحب من الحياة فى ليلة القدر كان يملأ قاعات المحاضرات وساحات المحاكم وأعمدة الصحف بحكم كفاءته العالية وذكائه الحاد وعلمه الغزير.

لكنه مضى إلى رحاب ربه تاركًا تلك الثروة العلمية والعملية مؤكدًا ما قاله الشاعر (يموت راع الضأن فى جهله ميتة جالينوس فى طبه)، ولقد تعاملت مع الراحل لسنوات عشر على الأقل قضيتها رئيسًا للجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان المصرى وبهرنى بقدرته على تخريج المواقف وتجميل الأحداث وتجنب المشكلات بحنكة وبصيرة.

وعندما قام النائب- حينذاك - المستشار مرتضى منصور محتجًا على جلوس الوزراء فى الصف الأول بينما يجلس باقى النواب وراءهم برر ذلك الدكتور فتحى سرور تلقائيًا بقوله عن مقاعد الصف الأول إنها ليست مقاعد مميزة، لكنها مقاعد مخصصة! كما كان الرجل أسطورة فى القانون الجنائى على المستوى الدولى والوطنى والمحلى، وقد قضى حبيسًا فى السجن لفترة بعد ثورة 25 يناير عام 2011، لكنه صرف ذلك الوقت فيما يفيد العلم والقانون.

فاستكمل موسوعته الكبرى فى القانون الجنائى التى تقف تالية لموسوعة السنهورى باشا فى القانون المدنى، ولقد زرت لبنان منذ أعوام قليلة واستقبلنى الأستاذ نبيه برى رئيس مجلس النواب والزعيم السياسى المعروف وبينما كنا نتحدث فى مكتبه سألنى عن الدكتور فتحى سرور وأحواله وصحته وقال لى: لقد كنت منزعجًا تمامًا عندما جرى حبسه فى غمار أحداث الثورة لأن الرجل أسدى خدمات جليلة لأمته ووطنه وللقانون والعدالة.

وأضاف أنه فى اجتماعات البرلمان الدولى كان إذا سأل الدكتور فتحى سرور سؤالًا عن آثار قضية ما فإن الكل يصمت ويسحب رؤساء البرلمانات العربية استفساراتهم لأن الرجل قد ناب عن الجميع فيما يريدون قوله، ولقد تبوأ الراحل الكبير رئاسة عدد من البرلمانات الدولية على التوالى بدءًا من البرلمان العربى والبرلمان البحر متوسطى وصولًا إلى البرلمان الدولى الذى وصل إلى قمته باسمه وبمكانة مصر فى العالم المعاصر.

وأتذكر أنه اتصل بى ذات صباح وقال لى إنه قد تلقى دعوة من الحكومة الإسرائيلية ليمثل مصر فى العيد الفضى لاتفاقية السلام وذلك عام 2004. وأضاف أنه تم عرض الأمر على الرئيس مبارك الذى قال: إن مصطفى الفقى يذهب هو ليمثل البرلمان المصرى اكتفاءً بمستوى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بدلًا من رئاسة البرلمان كله، ولم يكن لدى مانع فى الذهاب شريطة أن تتاح لى كلمة أسجل فيها إدانة علنية من داخل إسرائيل على الجرائم التى يرتكبونها ضد الشعب الفلسطينى فى العقود الأخيرة.

لكن الجانب الإسرائيلى قال: إن ممثل البرلمان المصرى سوف يجلس إلى جانب إرئيل شارون، رئيس الوزراء، لكن دون أن يعطى الكلمة، ولقد تعللت بهذا الرفض واعتذرت عن الذهاب وغضب الرئيس على لفترة حتى اغتال الموساد الشيخ أحمد ياسين ثم نائبه عبدالعزيز الرنتيسى فى أسبوع واحد، وعندما عادت المياه إلى مجاريها مع الرئيس قال لى: هل أثر فيك ما كتبه عادل حمودة ومصطفى بكرى تحذيرًا من الذهاب إلى إسرائيل؟!، فقلت له: سيدى الرئيس ربما كان الأمر كذلك، لكن حالتى النفسية وتاريخى الشخصى لا يسمحان لى بأن أذهب إلى إسرائيل كالآلة الصماء دون أن أتحدث.

فقال لى: معك حق، لكنك تهربت من المهمة بطريقة أعرفها عنك متعللًا بآلام الركبتين، وأردف قائلًا: إن تصرفات الإسرائيليين لم تكن تستحق الزيارة لا من الدكتور سرور ولا منك. وقد ظلت علاقتى بالدكتور فتحى سرور علاقة طيبة وشاركت فى الاحتفال بعيد ميلاده التسعين وكنت دائم التواصل معه، فقد كان الرجل يحمل عقل عالم كبير وقلب طفل طاهر يألف الناس ويغشى المجالس ويبدو نموذجًا لرجل دولة من طراز رفيع.. رحمه الله وغفر له جزاء ما قدم للأمة العربية والدولة المصرية من خدمات جليلة.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرحيل في ليلة القدر الرحيل في ليلة القدر



النجمات يتألقن ببريق الفساتين المعدنية في مهرجان الجونة 2025

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة

GMT 07:14 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تفرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين

GMT 05:09 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

بدر عبد العاطي يروي تفاصيل رحلته إلى أروقة الدبلوماسية

GMT 10:06 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عمر مرموش يزين قائمة أغلى لاعبي العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab