التفوق الدراسى والحياة العملية
مجلس الأمن يبحث تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض مجلس الوزراء اللبناني طالب الدول الضامنة بالضغط باتجاه تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل مجلس السيادة في السودان ينفي وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في واشنطن دولة الإمارات تدين مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعي قانونين لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة نتنياهو يشيد بدور ترامب في التعاون مع الدول العربية للمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة أحياء وزير الخارجية القطري يؤكد ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان تطبيق اتفاق غزة بما يحقق السلام المستدام والاستقرار في المنطقة ألوية العمالقة في اليمن تعلن ضبط سفينة إيرانية محملة بأسلحة ومنتجات إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين قرب باب المندب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يقول إن الولايات المتحدة هي أعظم صديق لإسرائيل ويعبّر عن امتنانه لإدارة ترامب على دعمها المستمر زلزال بقوة 4.5 درجة يضرب جزيرة رودس اليونانية
أخر الأخبار

التفوق الدراسى والحياة العملية

التفوق الدراسى والحياة العملية

 العرب اليوم -

التفوق الدراسى والحياة العملية

بقلم: مصطفي الفقي

يدهشنى كثيرًا أن أتأمل رفاق الدراسة فى المدارس والجامعات منذ كنت غلامًا حتى اليوم، حيث أرقب زملائى وكيف تطورت أحوالهم وانتقلوا من مقاعد التعليم إلى ميادين الحياة العملية، وألاحظ أنه لا توجد علاقة حتمية بين التفوق الدراسى والنجاح الباهر فى الحياة العملية، قد يحدث أن يملك البعض الأمرين معًا ولكن لا توجد قاعدة لزومية للارتباط بينهما، فكثير من العظماء والمرموقين لم يكونوا من متوهجى الفكر ولا متقدى الذكاء بل إن بعضهم اتسم بالتخلف الدراسى والبلادة فى التحصيل، لم يكن ونستون تشرشل طالبًا مرموقًا، ولم يكن مجدى يعقوب طفلًا يجيد الحديث ويهوى الحوار، وقس على ذلك عشرات النماذج والأمثلة التى تؤكد أنه لا يوجد ارتباط شرطى بين التألق فى الطفولة والصبا، وبين التفوق فى الشباب والشيخوخة، فلكل من هذه الأمور المرتبطة بالإنسان أسباب وعوامل قد لا تتوافر دائمًا فى كل الحالات، وأنا أدهش كثيرًا عندما أرى الصحف تتبارى فى تمجيد المتفوقين دراسيًا وأحاول تتبع مسيرة بعضهم فلا أجدها ماضية على الطريق الصحيح، وأكتشف أن التفوق الدراسى ليس بالضرورة تعبيرًا دقيقًا عن التميز الشخصى أو مؤشرًا للنجاح فى الحياة العملية، فالكر والفر بين صفحات الكتب المدرسية بل وحفظ بعضها عن ظهر قلب لا يعتبر دليلًا على التفوق بقدر ما هو دليل على الحرص لتحقيق النجاح والانتقال من صف إلى أعلاه، ولقد تذكرت كثيرًا من المتميزين من زملائى فى مراحل الدراسة المختلفة وبحثت عنهم لأجد أن بعضهم حقق نجاحًا ملحوظًا، ولكن الأغلب الأعم منهم لم يتوافر له ما كان يتطلع إليه من مكانة نتيجة تميز فى الحياة العملية وميادين العمل المختلفة، وبالمناسبة فإننى أؤكد هنا أن ارتفاع المجموع الكلى لدارس ما لا يعنى إضافة لمكانة العلم فى بلده، وأنا أتذكر كيف كان يحصل بعض الطلاب فى الشهادات العامة خصوصًا الأجنبية منها على درجات تتجاوز المائة فى المائة ولا أجد تفسيرًا لهذه الظاهرة حتى الآن، وإن كانت قد بدأت فى الاختفاء، لذلك كان أوائل الطلبة يلتحقون بكليات جامعية لا تتفق مع اهتماماتهم وميولهم ولكنها فقط تستثمر الجزء الأكبر من المجموع الكلى فى سنواتهم الدراسية، وكان ذلك فى رأيى مبررًا للقلق وتعبيرًا عكسيًا عن المستهدف من مخرجات العملية التعليمية، ويجب أن أسجل هنا الملاحظات التالية:

أولًا: إن التعليم قد تحول إلى سلعة تباع وتشترى وتقف وراءه أحيانًا – خصوصًا التعليم الخاص والأجنبى – دوافع تتصل بتحقيق الأرباح دون النظر إلى تأثير ذلك على مستقبل الأجيال وطبيعة العلاقات الاجتماعية والإنسانية بينها، فالتفاوت الشديد فى المصروفات الدراسية يصنع نوعًا من العبث الطبقى ويؤدى إلى اهتزاز القيم وتراجع قيمة العلم على كل المستويات.

ثانيًا: إن التعليم كالجندية يجب أن يتساوى أمامها الجميع، فهما عمودان لانصهار المجتمعات التى تقوم على مبدأ المواطنة وحده ولا تفرق بين غنى وفقير وقادر وعاجز، ولقد كان التعليم على عهد آبائنا وأجدادنا يقوم على التكافؤ الحقيقى للفرص ويجلس ابن الغنى إلى جانب ابن الفقير بلا تفرقة، بينما أصبح التعليم حاليًا نوعًا من التميز الاجتماعى الذى يؤدى إلى توسيع الهوة بين الطبقات ويخلق قدرًا من الحقد القائم على المقارنة الظالمة دون وضع لاعتبار ما يتصل منها بالموهبة والجهد وليس الأصول الطبقية أو الثروات العائلية.

ثالثًا: إن الارتباط بين التفوق العلمى والمصروفات الدراسية يجب أن يكون حافزًا أمام الأجيال القادمة لكى تدرك أن التفوق الدراسى يؤدى إلى تخفيض تلقائى فى المستحقات المالية المطلوبة من كل طالب أو طالبة، بحيث يكتشف الجميع أن ما يحققه علميًا ينعكس عليه اجتماعيًا بشكل مباشر، وبذلك تنتهى سطوة الطبقات على بعضها ونكون بإزاء مناخ صحى يدرس فى إطاره الجميع مؤمنين بأن الثمن الوحيد للاستمرار فى الدراسة هو التفوق فيها أو على الأقل عدم الإخفاق فى مراحلها المختلفة.

رابعًا: ينبغى أن تنتهى النعرات المتصلة بالوساطة والتمييز نتيجة العلاقات العائلية أو الارتباطات الوظيفية التى قد تعطى مكانًا لفتى على حساب زميل له أو تسرق من فتاة جهدها الذى تستحقه، فتكافؤ الفرص يجب أن يبدأ من مراحل التعليم المختلفة لكى يكون عنوانًا دائمًا فى كل المراحل بحيث تلتزم المؤسسات التعليمية بأكبر قدر من ديمقراطية التعليم على نحو يؤدى إلى اختفاء الدروس الخصوصية ويدفع إلى المشاركة الجماعية التى تقتضى البدء بالمدرس، فهو جوهر العملية التعليمية وعمودها الفقرى والارتقاء بمستواه ثقافيًا وفكريًا، هو الوسيلة الوحيدة للنهوض بالأمم وتحضير الشعوب، فالعلم لا وطن له ولكن للطلاب أوطانهم وعائلاتهم وهمومهم. إننى أختتم هذا الحديث بأن أتذكر زيارة السفير البريطانى لى فى مكتبى الخاص أثناء الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011 والحشود مرابطة فى ميدان التحرير، يومها سألنى السفير: ماذا يمكن أن تقدم بريطانيا للشعب المصرى فى ظروفه هذه؟ فقلت له: المساعدة على النهوض بالتعليم أولًا وثانيًا وثالثًا فتدريب المعلمين المصريين من خلال دورات تقومون بها فى بلادكم هو خير هدية تقدم للتعليم فى دولة كمصر، ومازلت أكرر نفس العبارة إنه التعليم.. إنه التعليم.. إنه التعليم.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفوق الدراسى والحياة العملية التفوق الدراسى والحياة العملية



يسرا تتوّج "ملكة الأناقة" في مهرجان الجونة

الجونة ـ العرب اليوم

GMT 10:46 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل قرية بالقنيطرة
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يتوغل داخل قرية بالقنيطرة

GMT 01:24 2025 السبت ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا
 العرب اليوم - أشهر 7 مطربين أفارقة يحققون نجاحاً في فرنسا

GMT 09:29 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تتهم حماس بالتماطل في تسليم جثث الرهائن

GMT 14:49 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في مصر يعاود الارتفاع متجاوزاً التسعير العالمي

GMT 11:23 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

زيت شائع يعزز قدرتك على مكافحة السرطان

GMT 08:15 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب موغلا جنوب غرب تركيا

GMT 22:00 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جسار يكشف حقيقة رفضه ألبوم محمد فؤاد بسبب الأجر

GMT 10:44 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جماهير ليفربول تفاجىء محمد صلاح بعد أزمة الصورة

GMT 07:14 2025 الخميس ,23 تشرين الأول / أكتوبر

واشنطن تفرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين

GMT 05:09 2025 الأربعاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

بدر عبد العاطي يروي تفاصيل رحلته إلى أروقة الدبلوماسية

GMT 10:06 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عمر مرموش يزين قائمة أغلى لاعبي العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab