اعترافات ومراجعات 43 علاقتي بأقليات الجوار العربي الأرمن الأكراد الأمازيغ

اعترافات ومراجعات (43) علاقتي بأقليات الجوار العربي (الأرمن- الأكراد- الأمازيغ)

اعترافات ومراجعات (43) علاقتي بأقليات الجوار العربي (الأرمن- الأكراد- الأمازيغ)

 العرب اليوم -

اعترافات ومراجعات 43 علاقتي بأقليات الجوار العربي الأرمن الأكراد الأمازيغ

بقلم - مصطفي الفقي

تستهوينى بشدة دراسة الأقليات القريبة منا كعرب فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولقد اخترت لذلك ثلاثًا من الأقليات التى انصهرت فى التكوين السكانى فى المنطقة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ منها، فالأرمن يتميزون عن غيرهم من الأقليات بأن دولتهم الأصلية قائمة فى موقعها الجغرافى رغم الظروف التى مرت عليها والتغيرات التى حدثت فى المنطقة حولها، والأرمن- أرثوذوكس أو كاثوليك- لهم كنيستهم المتميزة وهويتهم الخاصة التى جعلتهم مصدرًا للتألق والإبداع خصوصًا فى مجالات السياسة والأدب والفن، فأول رئيس للوزراء فى مصر الحديثة هو الأرمنى نوبار باشا كما أنهم هم الذين صمدوا لمذبحة الأرمن عام ١٩١٥ وانتشروا فى أنحاء الإقليم خصوصًا فى إيران والعراق وسوريا ولبنان ومصر لكى يكونوا عناصر فاعلة فى مجتمعاتهم الجديدة، والأرمنى يجيد لغة الدولة التى يعيش فيها وينتمى إليها مع احتفاظه بلغته الأرمنية كتعبير عميق عن الولاء للوطن الأصلى، ومع ذلك فإنهم يندمجون مع المجتمعات الجديدة اندماجًا واضحًا ويؤدون الخدمة العسكرية ويمتزجون مع أهلها، وقد وصل منهم عدد لا بأس به إلى المناصب الوزارية والمقاعد النيابية، وتعتبر لبنان مثالًا على ذلك النموذج حيث يتركز عدد كبير منهم فى منطقة (برج حمود) فى العاصمة اللبنانية وغيرها من أطراف تلك الدولة.

وتعتبر علاقتهم بالإمبراطورية العثمانية علاقة ذات خصوصية صعودًا وهبوطًا، ومازلت أتذكر ذلك (المزين) الأرمنى أو الحلاق العجوز فى منطقة مصر الجديدة فى خمسينيات القرن الماضى الذى ورث المهنة عن أبيه الذى كان حلاقًا للخليفة العثمانى فى سنوات زوال الدولة العثمانية، ولأن الخليفة كان يحبه بعد طول خدمته معه فقد نصحه بالفرار قبل مذبحة الأرمن إنقاذًا له وحرصًا عليه. ولا يزال الأرمن يحتلون فى الذاكرة العربية أسماء فنانين وفنانات فى مختلف التخصصات، ونحن نتذكر الآن الرسام الكاريكاتيرى الشهير ألكسندر صاروخان والفنانات فيروز ولبلبة ونيللى وغيرهن من النجوم الأرمنية فى سماء الثقافة العربية. والأرمنى ماهر بطبعه ذكى بفطرته ناجح فى كثير من المهام التى يتولاها. وإذا انتقلنا إلى الأقلية الثانية فإنى أتحدث عن الأكراد والجانب القومى لهم مع العرب واشتراكهم فى الدين الإسلامى مع معظم دول الشرق الأوسط، وأتذكر أن صدور أول صحيفة كردية فى مصر كان تعبيرًا عن المساندة من جانب الشعب المصرى للقوميات المجاورة. وعندما نتذكر الأكراد فإن أسماء كبيرة مثل صلاح الدين الأيوبى وأمير الشعراء أحمد شوقى والمفكر العبقرى عباس العقاد وغيرهم وحتى الفنانة سعاد حسنى، فإن هناك من يؤكد أن هؤلاء جميعًا يحملون جينات كردية اختلطت بدماء عربية فظهرت تلك الشخصيات تأكيدًا لتلك الدماء المشتركة بين العرب والكرد. وسوف يظل اسم صلاح الدين الأيوبى نموذجًا لذلك الامتزاج التاريخى بين العرب والكرد. وما زلت أتذكر لقاءاتى مع السياسى الكردى الراحل جلال طالبانى وروحه المرحة وحبه الشديد لمصر، وقد كان يتصل بى كلما زار القاهرة لكى ألتقيه ونستذكر معًا بعض أبيات الشعر العربى الذى كان طالبانى يعشق ترديده فى كل المناسبات. ولحسن حظنا حاليًا عام ٢٠٢٤ أن سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة هى كردية الأصل. فأما النموذج الثالث فهو النموذج الأمازيغى الذى يتمثل فى جنس راق يشترك مع العرب فى الأصول، ووصل بعضهم للمناصب الرئاسية فى الجزائر والمناصب الكبرى فى المغرب وتونس، وما زلنا نتذكر أن المغرب قد اعترف بالهوية العربية الأمازيغية المشتركة وسمح للغتهم بأن تكون لغة ثانية للبلاد، ويقال إن سكان واحة سيوة من أصول أمازيغية فهم يتحدثون بها أحيانًا إذ إن البربر يجسدون تركيبة خاصة ومتميزة شكلًا وموضوعًا، ولهم لغتهم المكتوبة وانتماءاتهم المعروفة، ففى مدينة صغيرة تسمى (الحمام) على الساحل الشمالى المصرى تتركز أكثر من ٧٠ أسرة أمازيغية أصبحوا منتمين للدولة المصرية.

إننى أكتب هذه السطور لكى أؤكد أن القوميات المجاورة للعرب كانت وما زالت محل تقدير وود من الأغلبية العربية فى بلادنا، فنحن نؤمن بأن قوميات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلتقى ثقافيًا وفكريًا وتملك ذات الهويات وتندرج تحت سماء وطنٍ واحد يتسع للجميع.

arabstoday

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 43 علاقتي بأقليات الجوار العربي الأرمن الأكراد الأمازيغ اعترافات ومراجعات 43 علاقتي بأقليات الجوار العربي الأرمن الأكراد الأمازيغ



أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:28 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 العرب اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 14:01 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 العرب اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 23:31 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 23:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 20:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 23:51 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 23:10 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

مقتل 7 أشخاص وإصابة 15 آخرين في حادث سير بالجزائر

GMT 21:15 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab