المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية

المؤسسات الخيرية الغربية... بين البراغماتية والمرجعية

المؤسسات الخيرية الغربية... بين البراغماتية والمرجعية

 العرب اليوم -

المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية

بقلم: محمد الرميحي

تلقى أحد المراكز الإسلامية الكبيرة في دولة غربية طلباً من مؤسسة داعمة للمثليين لاستئجار قاعة في المركز لتقديم ما وصفته المؤسسة «المثلية» بأنها تهدف إلى عقد جلسات استشارات ونصائح إرشادية، كما طالبوا بالسماح برفع أعلامهم «القزحية»، وانطلقوا في مبررات طلبهم من أن إحدى مسؤوليات المؤسسات الخيرية الغربية، أياً كان انتماؤها العرقي أو الديني أو المذهبي أو الآيديولوجي، هي في إتاحة مرافق هذه المؤسسات لفئات المجتمع المختلفة، أيضاً بغض النظر عن انتماءاتهم أو قناعاتهم أو ممارساتهم. وكان من الطبيعي أن ينقسم موظفو هذه المؤسسة الإسلامية حين اجتمعوا لدراسة الطلب «المثير» إلى فئتين، بين محافظ صريح معارض وبين محافظ براغماتي موافق، أما الفريق المعارض فمنطلقاته دينية بحتة، وأن المؤسسة مرجعيتها «الإسلام»، فبالتالي من الطبيعي أن يكون الجواب بعدم الموافقة.

والفريق البراغماتي الموافق نظر للموضوع من زوايا مجتمعية وقانونية ونظامية، فالرفض ربما يجعل هذه المؤسسة الإسلامية تحت طائلة المساءلة القانونية وجرجرة مسؤوليها إلى المحاكم تحت قائمة من تهم وذرائع مجهزة في أدراج المحامين؛ مثل تبني الكراهية الدينية، وإرباك السلم المجتمعي، والعنصرية ضد شريحة من المجتمع خطت لنفسها خطاً ارتضت به.
بل إن نجاح المرافعات القانونية ضد أي مؤسسة إسلامية تتخذ ذات الموقف المناهض، قد يؤدي إلى حل مجلس إدارتها وطرد الأعضاء وترشيح أعضاء جدد، يقول عنهم من رفع الدعوى، بأن لديهم الصدر المتسع والتسامح الواضح للتعايش مع كل فئات المجتمع، وقد حاول المعترضون «التفلت» من طلب استئجار القاعة بدعوى ضغط الحجوزات، فتساءل آخر: وإذا طلبوا حجز القاعة بعد مدة تقصر أو تطول؟ فبُهت من الرد.
الهجرة من دول العالم الإسلامي إلى الدول الغربية والحصول على جنسيتها أو رخص الإقامة فيها لم تعد نزهة أو إقامة عامرة بالنجاحات والمغامرات والمداخيل الأفضل فحسب، بل أمست بعد المتغيرات السياسية والتحولات الاجتماعية والتحديات الاقتصادية في العقد الأخير محفوفة بالصعاب والتعقيدات والتحديات، وعلى قادة الأقليات المسلمة في الدول الغربية وحتى الشرقية أن يأخذوا زمام المبادرة في التعامل مع الملفات الشائكة بقدر كبير من العقلانية والحكمة و«الواقعية» والتركيز على «فقه الموازنات»، وأن يدركوا عملياً وليس تنظيرياً أن للاستقرار هناك ضريبته العالية.
هاكم هذا الموقف اللافت وله دلالة؛ حدث مع إحدى المؤسسات الإسلامية في دولة غربية حققت نجاحات في مد جسور العلاقات والتنسيق مع فئات المجتمع بشتى انتماءاته الدينية والمذهبية والعرقية، لدرجة أن الرئيس الفخري الشرفي للمؤسسة الإسلامية ليس مسلماً، فقد تداولوا طلباً من مؤسسة «مثلية»، فاقترح أحدهم أن يستشيروا الرئيس الفخري، فكان الرد: هو «مثلي».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية المؤسسات الخيرية الغربية بين البراغماتية والمرجعية



ياسمين صبري تختار الفستان الأسود الصيفي بأسلوب أنثوي أنيق يبرز أناقتها وجاذبيتها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:19 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

قسد تؤكد استحالة تسليم سلاحها في الوقت الراهن
 العرب اليوم - قسد تؤكد استحالة تسليم سلاحها في الوقت الراهن

GMT 18:42 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها
 العرب اليوم - نانسي عجرم تدمج اللمسة المغربية في أحدث أعمالها

GMT 04:34 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

فى مواجهة «حسم»!

GMT 05:06 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

ضاع في الإسكندرية

GMT 04:51 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

من بولاق إلى أنقرة

GMT 13:53 2025 الإثنين ,21 تموز / يوليو

السويداء.. والعزف على وتر الطائفية (٢-٢)

GMT 05:28 2025 الثلاثاء ,22 تموز / يوليو

وفاة ممثل أميركي عن عمر 54 عامًا غرقًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab