يحبونني ميتا

يحبونني ميتا

يحبونني ميتا

 العرب اليوم -

يحبونني ميتا

بقلم: يونس الخراشي

يحكي نجيب السالمي، أو سعيد حجاج، الصحافي الرياضي الشهير، أن بعضهم جاء إلى الملك الراحل الحسن الثاني بوشاية، إذ قال له:"راه عويطة دار شي حاجة خايبة"؛ وبالتالي يتعين أن يعاقب، ويبعد. فما كان من الملك إلا أن رد عليه بالقول:"واش بغيتيني نريب الكتبية؟".

هكذا يمثل الملك رمزا من الرموز الرياضية بمعلمة تاريخية ينبغي أن تحفظ في الذاكرة، وتصان في الوعي الجمعي، حتى وإن صدر من المعني بالأمر والحديث هنا عن عويطة، أخطاء. ذلك أن كل إنسان خطاء، ومن لم يخطئ، فإننا نتصدق عليه بعرضنا، فليقل ما يشاء، وليفعل ما يشاء.

إن القتل المعنوي للرموز الرياضية، يا سادة، يا رؤساء الجامعات، ويا رؤساء الفرق، ويا مسؤولين، ويا إعلاميين؛ وأنا واحد منهم، يعد إساءة إلى الضمير الجمعي للأمة ككل، تؤدي بالضرورة إلى تفريغ السماء العليا للوطن من النجوم التي يهتدي بها الشباب، ويتخذونها أسوات لهم كي يعزموا الأمر، ويجتهدوا، وينهضوا، ويبتعدوا عن الانحراف، ويزدادون حبا في بلدهم.

لا نقول إن الرياضيين؛ والرموز منهم على وجه الخصوص، ملائكة، لا يتعين مناقشة أدائهم، والرد على شطحات بعضهم، أو مجادلتهم. بل نقول، وندقق، أنه يتعين، حين مناقشتهم، أو الرد عليهم، أو تبيان أنهم ليسوا على حق ولا على صواب، أن نفعل ذلك بحفظ المقامات، ومراعاة الخصوصيات، والاحتياط حتى لا نكسر الزجاجة، فنضيع المشكاة، ونطفئ النور، فنكون قد أسهمنا، ولو بغير قصد، أو باندفاع خاطئ، في توسيع مساحة الظلام.

لقد قلنا دائما، ونكرر اليوم، بأن الخطأ الكبير في رياضتنا، يوجد في الحقل التدبيري. فهو رأس كل المشاكل. والأمثلة أكثر من أن تعد. وللذين يقولون العكس، نحيلهم على ما يقع في الرجاء والوداد البيضاويين، وفي جملة من الجامعات الرياضية، بل وفي الرياضة المغربية كلها. وسيكتشفون بأنفسهم أن الهياكل خاوية من الداخل، أو هي شبه خاوية. فلا مؤسسات بالمعنى الحقيقي للكلمة، تجعل كل طرف يعرف أين تبدأ مهمته وأين تنتهي، فيتعين عليه التوقف.

طبيعي جدا، في ظل هذا الخواء، أن ننشغل، نحن معشر الإعلاميين؛ بصالحنا وغير صالحنا، طيلة سنوات، بالمشاكل التي يعج بها الحقل الرياضي؛ وما أتفهها من مشاكل، عوض أن ننشغل بما يفترض أن ينتجه هذا الحقل من إنجازات، ونخصص لمشاكله حظها، دون تهويل، أو تغليط، بقصد تصحيح الأخطاء، وليس بنية كشف العورات.

هكذا، ترانا اليوم، وعوض أن ننصرف إلى تداريب الفرق (بأنواعها الرياضية)، واستعداداتها، ومبارياتها، وتحركات الرياضيين، ومستوياتهم، ونناقش مع المعنيين، من مدربين، ومدلكين، وأطباء متخصصين في الرياضة، ومن يدور في فلكهم، تلك المستويات، ثم نضع القارئ، والمتتبع، في صورة كل ذلك، نترك كل شيء، ونذهب إلى الرئيس، والمنخرط، والمكلف بلجنة الأخلاقيات، والمختص في القانون، "عاد زيد" السماسرة، ومن يدور في فلكهم، لكي نشغل القارئ بما لا ينبغي أن يشغل به.

والنتيجة؟
إنكم ترونها كل يوم في المقاهي. فالناس يتتبعون البطولات الأوربية. فيستمتعون باللعب الجميل، وبسحر اللاعبين، بعيدا عن صداع الرأس الذي غرق فيه إعلامنا الرياضي، حتى وإن كانت مهمة الإعلامي الأولى هي المساعدة على تصحيح الأخطاء. أكرر، تصحيح الأخطاء، وليس التشويه، أو التلميع. لأن من يقصد التشويه فهو مصيبة، ومن يقصد التلميع، فهو كارثة.
رحم الله درويش، حين يقول: "يحبونني ميتاً ليقولوا: لقد كان منّا، وكان لنا"، ثم وهو يقول:" نحن الواقفين على خطوط النار نعلن ما يلي: لن نترك الخندق .. حتى يمرّ الليل".
إلى اللقاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحبونني ميتا يحبونني ميتا



GMT 10:34 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

GMT 13:23 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"السيما والكياص"

GMT 14:39 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

يوميات روسيا 23

GMT 15:13 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

يوميات روسيا..22

GMT 11:01 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

يوميات روسيا..20

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
 العرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:24 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
 العرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:46 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
 العرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 21:22 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل واسع في المغرب بسبب التكريمات المتكررة لليلى علوي

GMT 03:55 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع في واشنطن ضمن زيارة رسمية يجتمع خلالها مع ترامب

GMT 22:48 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 22:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 11:15 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيفا يطلق جائزة للسلام وسط توقعات بفوز ترامب

GMT 11:55 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"أوبن أيه آي" تسارع لطمأنة المستثمرين بشأن وضعها المالي

GMT 14:33 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 وصفات طبيعية لإزالة السموم ودعم وظائف الكلى

GMT 19:39 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 07:13 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 08:23 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج​ اليوم السبت 08 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 12:00 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روبوت يرسم خرائط ثلاثية الأبعاد في ثوانٍ لأماكن الكوارث

GMT 13:38 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تستهدف جنوب لبنان وتودي بحياة مواطن

GMT 08:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تتأثر الأبراج الفلكية على طريقة تعبيرها عن المشاعر

GMT 22:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تبدأ تقليص استدعاءات جنود الاحتياط

GMT 15:41 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab