الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب

الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب

الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب

 العرب اليوم -

الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب

أحمد المالكي

انتهت الانتخابات السورية التي كانت مسرحية هزلية هدفها خداع المجتمع الدولي بأن الأسد ما زال محبوبًا عند الشعب السوري، وهتف أنصار الأسد "بالروح بالدم نفديك يا بشار" ليس في دمشق فقط بل في كل الدول التي يوجد فيها أنصاره، وحدث ذلك وشاهدناه في لبنان وحتى فلسطين، ولكن بالمقارنة بأعداد اللاجئين والمشردين خارج سورية لن يتجاوز عددهم 1 في المائة من الشعب السوري الذي يرفض بشار الأسد، الشعب السوري الحر الذي يريد حياة جديدة ليس فيها الأسد ونظامه وأنصاره الذين عفى عليهم الزمن.
وأعتقد أن الأسد قد حقق نصرًا ولكنه نصر زائف، نصر موقّت، حتي لو طالت هذه الحرب مع المعارضة والمسلحين، هذا النصر سوف ياْتي يوم قريب أو بعيد وسوف ينتهي، ولكن متى؟
نحن المراقبين للوضع في سورية نعتقد أن الموضوع قد يطول ولكن لا أحد يعلم، فقد يسقط الأسد قريبًا.
للأسف، الأسد يرى نفسه أمام العالم بأنه ذكي، ويستطيع خداعنا وخداع المجتمع الدولي، ولكن لا يعرف أن ذكاءه هو قمة الغباء، هو غباء وراثي، لا أقصد وراثته من والده حافظ الأسد، الرئيس السابق، ولكن غباء وراثي يُصاب به كل الذين يحكمون العالم العربي، يُصابون بنوع من الغباء والتكبر على الشعوب العربية، لدينا أنظمة تقمع الحريات وتقتل كل من يطالب بالحرية ولقمة العيش، ودائمًا يتهمون كل من يطالب بالكرامة والعيش الكريم بالخيانة والعمالة، هذه هي الأنظمة العربية الديكتاتورية.
المشكلة الآن في سورية ليست في هذا الأسد الهزيل والمريض نفسيًا، ولكن المشكلة في الحرب الدائرة على الأرض، والتي تموَّل من السعودية وإيران، وهذه الحرب أخطر أنواع الحروب، وإذا امتدت نيران هذه الحرب خارج سورية فقد تشعل نار الفتنة في العالم العربي كله، لذلك يجب على السعودية وإيران رفع أيديهما عن هذه الحرب، لأنه ثبت أن السعودية تقوم بتدعيم المسلحين "المتطرفين"، وإيران تقوم بتدعيم الأسد وقواته، سواء ماديًا أو بمقاتلين من الحرس الثوري الايراني، أو "حزب الله" أو مقاتلين أفغان (من إقليم هيرات) يحصلون على 500 دولار في الشهر للقتال في صفوف قوات الأسد، بصراحة الوضع في سورية حرب لا نهاية لها إذا لم ترفع السعودية وايران أيديهما عن هذه الحرب.
الغرب سعيد بما يحدث في سورية، وفشلهم في حل الازمة السورية هو فشل مبرر، هم لا يريدون أي حل للازمة السورية، من مصلحتهم استمرار هذه الحرب، ويساهمون في اشعالها دائمًا لتجد الحديث عن تدعيم المعارضة المعتدلة، على حد قولهم، بأسلحه غير فتاكة، وهو حديث الإدارة الاميركية ذاته عن مساعدة المعارضة السورية بأسلحة غير فتاكة، وكما نقول دائمًا ويقول المثل "الذي يأتي من الغرب لا يسر القلب".
هناك تقرير يقول إن عدد المقاتلين في سورية من 81 دولة وصل إلى 12000 ألف مقاتل، وهذا الرقم رقم ضخم، وقد يزداد مع الوقت، المهم أن الوضع معقد، وكل طرف يلعب لمصلحته، لا أحد يبحث عن مصلحة الشعب السوري، وأصبح العنوان الرئيسي في هذه الازمة المعقدة هو خراب ودمار سورية، وتشريد الشعب السوري في كل دول العالم، ولكن اكثر من تأثروا بهذه الازمة لبنان والاردن، واصبح عليهما ضغوط صعبة، وهذه الازمة الخاصة باللاجئين السوريين ادت الى مشاكل في الاقتصاد، سواء في لبنان او الاردن.
السفير الاميركي السابق في سورية روبرت فورد ظهر من جديد، ويحاول ان يقدم نفسه كشخص جديد للمنطقه، كما قال الكاتب الصحافي عبدالباري عطوان في لقاء مع "بي بي سي"، للتعليق على حوار اجرته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" مع روبرت فورد، الذي قال "ان الحل هو اقرار حكومة جديدة بالتعاون وبالتنسيق بين المعارضة السورية والحكومة السورية، ولا اعرف اذا كان فورد يعلم او لا يعلم ان الاسد ونظامه لا يعترف بمعارضة الخارج، وعلى راسها الائتلاف الوطني السوري المعارض، برئاسة احمد الجربا، الذي كان هناك حديث عن انتخاب رئيس جديد للائتلاف، ولكن الائتلاف نفى ذلك في تصريحات اعلاميه له.
وأضاف روبرت فورد في حواره مع "بي بي سي" انه يجب اجبار نظام الاسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وعمل مفاوضات جادة، وتقديم الدعم المادي الكافي، ويجب على المعارضة ان تكون قادرة على القيام بعمليات مسلحة على الارض.
وقال السفير الاميركي السابق روبرت فورد في حواره "انه مطلوب قرار من الادارة الاميركية لاحداث تغيير في المسار السوري، وان الجماعات المتشددة موجودة، وسوف تزيد"، وتحدث فورد عن استقالته، وقال ان استقالته هي "نتيجة فجوة بين الهدف المعلن والاستراتيجي".
 هذا حديث السفير الاميركي السابق في دمشق روبرت فورد، وبصراحه قراءته ناقصة للمشهد السوري الحالي، ويحتاج الى اعادة قراءه من جديد، ويراجع مفاوضات جنيف 1 وجنيف 2، الذي لا يريد نظام الاسد تطبيق ما تم الاتفاق عليه في جنيف 1، ولا اعلم كيف يتحدث روبرت فورد عن حكومة جديدة بالتنسيق والتعاون بين المعارضة السورية والنظام، وكيف يتحدث عن طاولة مفاوضات محكوم عليها بالفشل اذا لم يقدم الطرفان اي تنازلات، وعلي روبرت فورد الابتعاد عن سورية لانه قدم تقارير مغلوطة، حسب راي بعض المراقبين، الى الادارة الاميركية قال فيها "ان نظام الاسد لن يأخذ اكثر من 10 أيام وسوف يسقط".
ويبدو أن الأيام الـ10 عند روبرت فورد 4 سنوات حتى الآن والازمة ما زالت مستمرة، وللاسف الاسد ما زال يصر على عدم تقديم اي تنازلات، لان تقديمه لاي تنازلات هي نهاية لحياته.
ولكن يبقي السؤال الذي يطرح نفسه وننتظر إجابته قريبًا، "هل سوف تلعب الادارة المصرية الجديدة دورًا في حل الازمة السورية؟ وهل سوف تنحاز هذه الادارة الجديدة الى نظام الاسد او ستقف على الحياد؟ هذا ما سوف تجيب عنه الأيام المقبلة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب الأسد يحقق نصرًا زائفًا وموقّتًا ولن يُقدِّم تنازلات مهما طالت الحرب



GMT 14:19 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 10:32 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 14:36 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:09 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 20:31 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 12:52 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

قرار المحكمة الصهيونية مخالف للقانون الدولي

GMT 18:56 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 10:35 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 07:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 07:22 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 07:28 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 01:01 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الثالثة غير مستحيلة

GMT 00:33 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

بريطانيا... آخر أوراق المحافظين؟

GMT 07:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 00:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab